مصر تؤكد دعمها لجهود أبومازن لبناء المؤسسات الفلسطينية

في إطار المشاورات المصرية ـ الفلسطينية المتواصلة لإعادة إحياء عملية السلام في المنطقة‏,‏ يلتقي اليوم الرئيس حسني مبارك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن‏.‏ وذكرت مصادر دبلوماسية أن محادثات الرئيسين ستتناول تطورات الأوضاع علي الساحة الفلسطينية‏.‏ وقالت المصادر لمندوب الأهرام‏:‏ إن الرئيس أبومازن سيطلع الرئيس مبارك علي نتائج مباحثاته أمس الأول مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في مدينة أريحا‏,‏ وكذلك التشاور حول دعوة الرئيس الأمريكي جورج بوش لعقد مؤتمر دولي للسلام بالمنطقة في الخريف المقبل‏.‏

وأكدت المصادر نفسها أن مصر تدعم بشكل كامل جهود الرئيس الفلسطيني لتنمية القدرات الفلسطينية البشرية والأمنية‏,‏ وبناء المؤسسات الفلسطينية‏,‏ وأشارت إلي أن مصر تعمل علي تشجيع الحوار بين حركتي فتح وحماس‏,‏ وأوضحت أنه لا توجد أي خلافات بين مصر والسلطة الفلسطينية‏,‏ كما تزعم بعض الدوائر‏,‏ وقالت‏:‏ إن التنسيق المصري قائم ومستمر ولم يتوقف أبدا‏,‏ ونفت ما تردد حول موافقة مصر علي تسلم المقار الأمنية في غزة من حماس تمهيدا لتسليمها بعد ذلك لحركة فتح‏,‏ وأكدت أن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة‏.‏ وعلي صعيد آخر‏,‏ يستقبل السيد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية صباح يوم السبت المقبل نيكولاس بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشئون السياسية‏,‏ الذي سيصل إلي القاهرة مساء بعد غد‏,‏ حيث يستعرضان الجهود المصرية ـ الأمريكية الرامية لتحقيق التسوية السياسية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي‏,‏والمؤتمر الدولي للسلام المتوقع عقده في شهر نوفمبر المقبل‏.‏

ومن غزة ـ كتب أشرف أبوالهول مراسل الأهرام‏:‏ إن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت نفي أمس صحة ما ذكرته صحيفة هاآرتس الإسرائيلية من أن أولمرت يدرس حاليا خطة جديدة لإحلال السلام مع الفلسطينيين‏.‏ وكانت الصحيفة قد ذكرت أن الخطة تتضمن أن تسلم إسرائيل إلي الفلسطينيين كل الأراضي التي احتلتها عام‏1967‏ في مقابل أن يتخلي الفلسطينيون عن المستعمرات التي يعيش فيها اليهود في الضفة الغربية‏,‏ التي تشكل‏5%‏ من أراضي الضفة‏.‏

ومن ناحية أخري‏,‏ كشف الدكتور أحمد يوسف مستشار رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية عن أن هناك حوارات سرية تجري بين شخصيات من حركتي فتح وحماس بمبادرات عربية‏,‏ وبمشاركة شخصيات حزبية ووطنية ومستقلة فاعلة للبحث في سبل الخروج من الأزمة الفلسطينية الداخلية الراهنة‏,‏ واستئناف الحوار الوطني‏.‏ وأضاف أن هذه الحوارات تستهدف استكشاف نقاط الخلاف بين الحركتين ووضع آلية لكيفية تسوية هذه الخلافات‏.‏

وفي تطورآخر‏,‏ شهدت منطقة السوق القديمة بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية مواجهات عنيفة بين المستعمرين اليهود والجيش الإسرائيلي‏,‏ أسفرت عن إصابة‏30‏ مستعمرا و‏15‏ جنديا‏.‏

وذكر راديو إسرائيل أن المواجهات بدأت صباح أمس واستمرت ساعات‏,‏ وأن سبب المواجهات محاولة قوات الجيش إجلاء عائلتين من المستعمرين احتلتا بالقوة منزلين يملكهما فلسطينيون في السوق‏.‏

وأوضحت مصادر إسرائيلية أن هذه المواجهات تظهر الصراع المستمر بين اليمين الإسرائيلي المتطرف‏,‏ والحكومة الإسرائيلية‏,‏ والصعوبة التي تجدها الحكومة في التعامل مع المستعمرين‏.‏