السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخترنا لكم هو عنوان يتحدث عن مشاكل جما تعصف بالأمة الإسلامية ... بل وتستعرض بشكل مفصل أهم فضائح القيادات المتواطئة والعملية ...
والآن أترككم مع هذا الحدث المشين الذي كان بطله زين العابدين (رغم أنه لا زين ولا من العابدين) ... والضحايا دمى فلة (أترون مدى الخطورة التي يواجهها زين العابدين) مع الإشارة إلى مصيبة القرار المدسوس الذي يمنع ارتداء الحجاب في المؤسسات الحكومية (ولا يمكن لأي كان أن يغالط ويحاجج في هذه القضية لأنها تقع تحت المحرمات) ...
ليلة القبض على"فٌلة"
د. أحمد محمود السّيّد
أتدرون من هي فلة؟ هي دمية لفتاة صغيرة ترتدي الحجاب الشرعي بأشكال مختلفة (العباءة الخليجية – زي الحجاب في المشرق العربي "مصر وسوريا والأردن ولبنان وفلسطين) ، بأحجام وأشكال مختلفة وبأنواع من الألعاب المرتبطة بالفتيات الصغيرات مثل الأثاث المنزلي وأدوات الزينة وأدوات المطبخ إلخ) ، انتشرت اللعبة (فلة) بين أيادي الأطفال الصغيرات وأصبحت متداولة بشكل كبير في العالم العربي والإسلامي في العامين السابقين.. ابتكرتها شركة (نيو بوي ) المسجلة في الإمارات العربية المتحدة عام 2003 بديلا عن دمية (باربي) الشهيرة التي يعتبرها الشارع العربي رمزا للثقافة الغربية لما تظهر به من ملابس عارية وموديلات غربية تفوح منها سمات الإغراء والتحلل فضلا عن ما ترتبط بها من سلوكيات تؤثر على الفتيات الصغيرات فتكون قدوة ومثل.. عند هذا الحد لا توجد مشاكل تعوق انتشار (الأخت فلة ) بل كل التقدير لمن فكر في إنتاج هذه الدمية التي تربط صغيراتنا بقيم ومبادئ ديننا ، ما هي القصة وكيف قبض على فلة وأين ؟
هذه الأسئلة تجيب عليها الشرطة التونسية التي ما فتأت وللمرة الثانية تهاجم وتحاصر وتصادر تلك الدمية وتعنف كل من يتاجر فيها كأنها مخدرات أو هيروين، قبل بداية العام الدراسي الماضي قامت السلطة التونسية بمصادرة كل أعداد الدمية فلة من المحلات دون أن تعوض التجار عنها وهددتهم بغلق محلاتهم ومنعهم من العمل إذا ضبطت بحوزتهم ، أما في العام الحالي فقد قامت بما هو أشد ، قالت المصادر أن رجال الأمن صادروا كل ما يرتبط بفلة من "متعلقات" مثل الحقائب المدرسية المطبوع عليها صورتها وحاملات الأقلام والكراسات والبرايات والمسَاحات وأدوات الهندسة وغيرها ، في هذه المرة تم تشديد العقوبة بالسجن لمدة لا تقل عن سنة لمن يتاجر في فلة وتوابعها .
وفي المقابل تم طرح كراسات وأدوات مدرسية مطبوع عليها صور لفتيات متبرجات. لتمحو آثار العدوان على عقلية فتيات تونس الصغيرات! لم تهنأ فلة ولم ترتاح لا في أماكن العرض بالمحلات ولا في أحضان البنات أو على الأسرة(جمع سرير) فقد وجه لها الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، تهمة تشجيع الفتيات الصغيرات على ارتداء الحجاب ، ذلك الحجاب الذي تمنعه الحكومة التونسية بمقتضى القانون رقم 108 لسنة 1981 م حيث يمنع أي فتاة أو امرأة من ارتدائه باعتباره "زيا طائفيا" وشعارا سياسيا تختبئ النساء وراءه للوصول إلى الحكم ! وتحقيق مكاسب سياسية ! في بداية الثمانينات زادت الصحوة الإسلامية في تونس وانتشر الحجاب بشكل ملفت مما قض مضجع الحبيب بورقيبة الرئيس السابق المعروف عنه عداؤه للإسلام ، فأصدر مجموعة قوانين لضرب حالة التدين المنتشرة في البلاد مثل قانون تجريم الزواج بأكثر من زوجة ومساواة المرأة في الميراث وفي الأحوال الشخصية وإجازة التبني رغم حرمته إسلاميا وسخريته من الرسول صلى الله عليه وسلم ودعوة الناس لعدم الصيام في شهر رمضان من أجل نهضة تونس! ومحاربة الصلاة والتضييق على المصلين ، ومن ضمن هذه القوانين قانون منع الحجاب في المدارس والجامعات والأعمال الحكومية حيث انتهت فترة الثمانينيات بمحاصرة الحجاب والتضييق على من يرتدينه بالحرمان من الدراسة والعمل ، والقبض عليهن وإرهابهن وسجن ذويهم وتعذيبهم واضطرار الباقي إلى الفرار للمنفى .. لم يك بن علي بعيدا عن هذه الأجواء بل كان اليد التي يبطش بها بورقيبة فكان مسئولا عن المخابرات والأمن الداخلي حيث أدرك أن حركة النهضة الإسلامية هي التي تغذي الحركة الإسلامية وكانت تأمل في المشاركة الديمقراطية في الحكم بشكل سلمي إلا أن بن علي ضرب بيد من حديد على أيديهم وحارب الحجاب بكل قوته حتى كادت الظاهرة أن تنحسر، ثم عادت إلى الانتشار بشكل أكثر رعبا لبن علي الذي اعتبر أن الحجاب بشكله الحالي علامة انتماء لحركة النهضة وبشير عودة لها اجتماعيا وسياسيا على الرغم من تلقيها ضربة قوية مطلع التسعينيات من القرن الماضي جعلت كوادرها موزعين بين السجن والمنفى، تؤكد مصادر مطلعة أن حجاب هذه المرحلة ليس له علاقة بالنهضة ولا بالسياسة ولا بالحكم إنما هي حالة عودة للتمسك بالدين ردا على العداء المعلن من قبل الغرب وإسرائيل وردا على تيار الانحلال والانحراف المنتشر في البلاد .
وتأثرا بالقنوات الفضائية الدينية في العالم العربي. لقد أرعبت (فلة -الدمية المحجبة)- زين العابدين فجعلته يتعامل معها سواء بسواء كما يتعامل مع النساء والفتيات المحجبات ، فأمر بنزع الحجاب بالقوة من على رؤوسهن في الشوارع واقتيادهن لمخافر الشرطة ليقهرهن بعدم العودة إلي هذا الجرم الذي لا يغتفر ومنعهن من دخول المدارس والجامعات والامتحانات والأعمال الحكومية والخاصة ووسائل المواصلات، وفي المحافل العامة فقد منعت المحجبات من دخول معرض تونس للكتاب ومن أرادت الدخول عليها بخلعه! ثم امتد حصاره إلى المصلين والصلاة حيث منع صلاة الفجر في المساجد لمن هو أقل من أربعين سنة ...فضلا عن التضييق على أفعال البر والجمعيات الخيرية .
لقد فعل زين العابدين ما لم تفعله إسرائيل مع المسلمين في حدودها، وما لم تفعله أمريكا وأوروبا مع المسلمين الأقلية في بلادهم على الرغم من الحرب المعلنة على الإسلام باسم الإرهاب هناك. يقول الشيخ (عبد الرحمن خليف) إمام مسجد عقبة بالقيروان تعليقا على قانون الحجاب والقبض على فلة حيث صاغها شعرا في الأبيات الآتية:
عصر المناكر ألقى على العقول ستارة
كم من أناس أصيبوا في دينهم بالخسارة
تنافسوا في اقتباس الرذائل المستعارة
وبالغباوة سموا كل المخازي حضارة
فلك الله يا تونس ولك الله يا فلّة.
===============================
أين ذهبت عقول شعب تونس المحافظ ؟؟ أين ذهبت ريح المجاهدين والواثقين بنصر الله عز وجل؟؟
وحسبنا الله ونعم الوكيل على زين العابدين ومن ناصره وبايعه ...
وحسبنا الله ونعم الوكيل على كل من يتربص بالإسلام العظيم ...
وحسبنا الله ونعم الوكيل على كل العملاء والخونة والجواسيس ...
وإنا لله وإنا إليه راجعون