بوش يطالب الأمم المتحدة بالتركيز علي قضايا الحريات‏

نيويورك ـطارق فتحي ووكالات الأنباء‏:‏

بدأت أمس في مقر الأمم المتحدة بنيويورك أعمال الجمعية العامة للمنظمة الدولية بحضور عدد كبير من قادة دول العالم يتقدمهم الرئيس الأمريكي جورج بوش‏,‏ حيث ستتم خلال الاجتماعات مناقشة سلسلة متنوعة من الموضوعات التي تتراوح بين القضية الفلسطينية‏,‏ والوضع في دارفور‏,‏ وقضية التغير المناخي‏,‏ وأوضاع الحريات والديمقراطية بينما يتوقع أن تشهد منصة الجمعية العامة مواجهة ساخنة بينه وبين الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد‏.‏

وقد ألقي الرئيس الامريكي خطابه أمام الجمعية العامة في بداية أعمالها وشدد فيه علي إدانة البرنامج النووي الإيراني‏,‏ كما تناول قضية حقوق الإنسان في بعض دول العالم‏,‏ وطالب بمزيد من الضغوط الدولية علي حكومة ميانمار العسكرية لإجبارها علي احترام الديمقراطية وحقوق الإنسان‏.‏

وشدد الرئيس بوش في كلمته علي ضرورة وفاء الأمم المتحدة بوعودها في المحاربة من أجل الحريات في الدول التي تعاني شعوبها من الفقر ومن الأنظمة المتسلطة‏,‏ وفي هذا الإطار أعلن عن عقوبات جديدة ضد نظام الحكم العسكري في ميانمار‏.‏

وقد أتي بوش علي ذكر إيران في خطابه باختصار‏,‏ حيث أكد أن إيران تأتي ضمن قائمة من الدول التي تفتقد شعوبها للحريات وتعيش في خوف‏.‏

وأكد بوش حرص الولايات المتحدة علي دعم الإصلاحات اللازمة من أجل تطوير دور وآليات عمل الأمم المتحدة‏,‏ معربا عن دعمه توسيع العضوية الدائمة داخل مجلس الأمن‏,‏ مقترحا اليابان تحديدا كدولة مرشحة للاستفادة من هذا التوسع‏.‏

وعلي هامش أعمال الجمعية العامة‏,‏ أكد بوش لرئيس وزراء العراق نوري المالكي عدم تراجع أو اهتزاز الدعم الأمريكي للعراق‏,‏ قائلا‏:‏ نحن معكم‏..‏ سيادة رئيس الوزراء‏,‏ ومشددا في الوقت نفسه علي ضرورة بذل الحكومة العراقية مزيدا من الجهد لدفع عملية المصالحة الوطنية‏,‏ جاءت تصريحات بوش ردا علي أسئلة الصحفيين عقب اجتماع له مع المالكي استغرق نحو الساعة‏.‏ وأكد بوش ضرورة تجاوز الأحزاب السياسية في العراق خلافاتهم وإقرار القوانين المطروحة للدراسة‏,‏ من جانبه ركز المالكي في تصريحاته الصحفية علي تأكيد الأهمية القصوي لأمن العراق‏,‏ وأهمية وجود احترام متبادل بين الجانبين العراقي والأمريكي‏,‏ في إشارة إلي الأزمة الأخيرة لمقتل نحو‏11‏ مدنيا عراقيا علي أيدي عناصر إحدي شركات الأمن الخاصة الأمريكية‏.‏

وتطل قضية التغير المناخي أيضا برأسها علي رأس جدول أعمال المناقشات‏,‏ وطالبت الدول النامية في الاجتماع الدول ذات الاقتصادات الغنية بالوفاء بتعهداتها بوقف انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري المسئولة عن ارتفاع درجة حرارة الأرض‏,‏ مع مساعدة الدول الفقيرة في التغلب علي أثار ظاهرة التغير المناخي بصفة عامة‏.‏

ومن جانبه‏,‏ استحوذت قضايا الشرق الأوسط تحديدا علي الكلمة الافتتاحية للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي أكد ضرورة العمل علي تحقيق السلام ومكافحة ممارسات العنف والاحتلال بالمنطقة‏,‏ وأكد كي مون أن الشأن العراقي أصبح قضية تخص العالم بأسره‏,‏ مطالبا بتضافر جهود المجتمع الدولي من أجل انجاح قرار مجلس الأمن الأخير بتوسيع دور الأمم المتحدة هناك‏,‏ وتعهد الأمين العام ببذل قصاري جهده من أجل حل أزمات دارفور ولبنان‏.‏ وعلي الصعيد نفسه‏,‏ ذكرت مصادر دبلوماسية أن لقاء سوف يجري خلال ساعات‏,‏ ويجمع بيرنارد كوشنر‏,‏ وزير خارجية فرنسا‏,‏ ونظيره الإيراني منوشهر متكي علي هامش أعمال الجمعية‏.‏

ومن المتوقع أن يرأس الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اجتماع قمة لزعماء الدول الأعضاء الـ‏15‏ في مجلس الأمن خلال الساعات المقبلة أيضا بشأن أفريقيا سيتم خلاله علي الأرجح إقرار إرسال قوات من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إلي تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطي لحماية المدنيين الفارين إليهما من صراع دارفور‏.‏