إيران تعرض صاروخا جديدا مداه‏1800‏ كيلو متر

طالب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد صباح أمس القوات الأجنبية بأن تسوي مشكلاتها من خلال اتخاذ قرار صحيح وهو الخروج من المنطقة‏,‏ خاصة العراق‏.‏

وأضاف أحمدي نجاد ـ في الكلمة التي ألقاها أمس في الاحتفال العسكري الذي أقيم في ذكري بدء الحرب العراقية علي إيران ـ أن شعوب المنطقة ليست بحاجة إلي الأجانب لإدارة شئونها وأن وجود الأجانب يعد مصدر التوتر والخلافات والتهديدات‏.‏

وأكد أن خروج القوات الأجنبية من المنطقة لمصلحتها ولمصلحة السلام والأمن في دولها‏,‏ مضيفا أن توجيه الاتهام إلي الآخرين لن يحل أي مشكلة‏.‏ وأضاف أن المشكلة يمكن حلها فقط من خلال الاعتراف بالفشل‏,‏ وبالتالي الانسحاب من المنطقة‏.‏

وقال نجاد‏:‏ إن الذين يعتقدون أنهم يستطيعون ـ من خلال الحرب النفسية وفرض العقوبات الاقتصادية ـ وقف تقدم الشعب الإيراني‏,‏ عليهم أن يعلموا أنهم علي خطأ وأنهم يكررون أخطاءهم السابقة اليوم‏.‏

وشدد علي أن إيران قوة نافذة في المنطقة وفي الشئون الدولية وعلي العالم أن يدرك أن هذه القوة طالما كانت في خدمة الاستقرار والعدالة‏.‏ وأكد أن الحرب النفسية والعقوبات الاقتصادية لن تستطيع إيقاف التقدم الإيراني‏.‏

ومن جانبه‏,‏ أكد محمد علي الجعفري قائد قوات الحرس الثوري الإيراني أن الغرب سيندم إذا أقدم علي مهاجمة إيران‏.‏ واعترف في الوقت نفسه بأن القوي الغربية تمتلك قوة جوية أكبر من إيران‏,‏ إلا أنه قال‏:‏ إن إيران ستجعلها بلا فائدة‏.‏ وفي رده علي سؤال حول الرد علي الأراضي التي يمكن أن تستخدم كقواعد لضرب إيران‏,‏ أجاب‏:‏ إننا سنستخدم الصواريخ‏.‏

وقد شهدت طهران أمس عرضا عسكريا كبيرا بمناسبة ذكري اندلاع الحرب العراقية ـ الإيرانية‏.‏ وحلقت في بداية العرض ثلاث طائرات من طراز الصاعقة وهي مقاتلات إيرانية جديدة وصفت بأنها متطورة جدا‏.‏

كما عرضت إيران للمرة الأولي صاروخا جديدا طويل المدي أطلقت عليه اسم قدر‏.‏ وأكدت أن مداه يصل إلي‏1800‏ كيلو متر‏,‏ وذلك خلال العرض العسكري‏.‏

وفي غضون ذلك‏;‏ أعلنت الدول الكبري أمس أنها أجرت محادثات جادة وبناءة حول مشروع قرار جديد يفرض عقوبات علي إيران في مجلس الأمن في محاولة لحمل إيران علي وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم‏.‏

وأكد مسئولو الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن أنهم سيواصلون في الوقت نفسه انتهاج أسلوب المسار المزدوج مع إيران الذي يتضمن محاولة إقناعها بالتخلي عن التخصيب من خلال المفاوضات‏,‏ في الوقت الذي يتم فيه بحث فرض عقوبات جديدة‏.‏

وقد شددت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ونظيرها الفرنسي برنار كوشنير علي أهمية الجهود الدبلوماسية لتسوية برنامج الأسلحة النووية الإيرانية المشتبه به‏.‏

وأكدت أن الدبلوماسية تعد السبيل الأمثل لحسم الأزمة النووية الإيرانية‏.‏ وأضافت أن المجتمع الدولي سيسعي إلي استصدار قرارات أخري من مجلس الأمن إذا لم تمتثل إيران لمطالب المجتمع الدولي‏.‏

وأيد كوشنير من جانبه فرض عقوبات جديدة علي إيران من خلال مجلس الأمن لتعزيز العقوبات الموجودة حاليا‏.‏

ومن جانبه‏,‏ حذر وزير الخارجية الروسية سيرجيه لافروف من أن إشعال أي حرب ضد إيران سيؤدي إلي قطع إمدادات البترول للدول الغربية‏.‏

وطالب لافروف في الوقت نفسه إيران بالرد بإيجابية بناءة علي مطالب المجتمع الدولي لوقف برنامجها النووي‏.‏

وفي غضون ذلك‏;‏ شهدت اجتماعات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا أخيرا مناقشة ساخنة‏,‏ حيث طالبت إيران من الأمم المتحدة إرسال مفتشين إلي إسرائيل للتحقيق في قدراتها النووية‏,‏ في الوقت الذي اتهمت إسرائيل إيران بالكذب علي المجتمع الدولي‏.‏

ويعد ما حدث أول سجال مباشر تشهده أروقة اجتماع دولي بين الدولتين‏.‏

وقد أخفقت مجموعة الدول العربية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تمرير مشروع قرار يدين القدرات ومخاطر التهديدات النووية الإسرائيلية في المؤتمر العام للوكالة الحادي والخمسين الذي اختتم أعماله في ساعة متأخرة الليلة الماضية‏.‏

كما أخفقت المجموعة في استصدار بيان من رئيس المؤتمر يعرب فيه عن القلق إزاء تلك القدرات‏,‏ وذلك بسبب رفض الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية‏.‏

وقد انتقدت المجموعة العربية سياسات المعايير المزدوجة التي تتبعها بعض الدول الكبري إزاء القضايا النووية الخاصة بالشرق الأوسط‏.‏

ومن ناحية أخري‏;‏ أعلنت جامعة كولومبيا ـ وهي واحدة من أكبر الجامعات الأمريكية في نيويورك ـ استضافة الرئيس الإيراني في لقاء حواري غدا مع أساتذة وطلبة الجامعة حول مستقبل العلاقة بين إيران والعالم‏.‏