انتقادات دولية واسعة لتصريحات كوشنير عن الحرب مع إيران

انتقادات دولية واسعة لتصريحات كوشنير عن الحرب مع إيران
‏..‏ ونجاد يقلل من أهميتها
أبي زيد يحذر من الدخول في حرب مع طهران
‏..‏ ووزير خارجية فرنسا يتهم الإعلام بالتلاعب بتصريحاته

أثارت تصريحات وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الأخيرة بشأن احتمال شن حرب ضد إيران ردود فعل سلبية‏,‏ سواء من جانب إيران التي انتقدت التصريحات وقللت من شأنها‏,‏ أو من جانب العديد من الدول الكبري المعنية بالأزمة النووية الايرانية‏.‏

ففي طهران‏,‏ أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن بلاده لاتأخذ مأخذ الجدية حديث فرنسا بشأن الحرب ضد إيران بسبب برنامجها النووي‏,‏ ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عنه قوله‏:‏نحن لانأخذ مثل هذه التهديدات بجدية وإن تكهنات وسائل الإعلام تختلف عن الكلمات الحقيقية‏,‏ ولذلك فاننا لانريد ان نتعامل بجدية مع هذه التصريحات‏.‏

وكان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير قد أدلي بتصريح يوم الأحد الماضي حذر فيه من شن حرب ضد إيران اذا طورت سلاحا نوويا‏,‏ بقوله‏:‏ لو صنعت إيران مثل هذه القنبلة‏,‏ فيجب ان نعد أنفسنا لما هو أسوأ‏,‏ ملمحا إلي أن ماهو أسوأ قد يكون معناه الحرب‏.‏

كما وصف علي آهني السفير الإيراني بباريس تصريحات كوشنير بـ الخطاب الحربي‏,‏ مشيرا إلي أنها أعطت انطباعا بأن الدبلوماسية الفرنسية ستسير في الخط الأمريكي‏.‏

وفي فرنسا نفسها‏,‏ انتقد رئيس الوزراء السابق دومينيك دوفيليبان تصريحات كوشنير هذه‏,‏ مشيرا إلي أنه لم يكن ينبغي توجيه إشارات سيئة إلي إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش‏,‏ وأنه ينبغي عدم تشجيع بوش علي ان يفعل مع ايران مافعله في العراق‏.‏

ومن جانبه‏,‏ أعلن السكندر لوسيوكوف نائب وزير الخارجية الروسية أن أي تدخل عسكري أمريكي محتمل ضد ايران سيكون خطأ سياسيا مع نتائج كارثية‏.‏

ومن جانبه‏,‏ جدد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة التأكيد علي وجوب حل الأزمة النووية الإيرانية بشكل سلمي عبر الحوار‏,‏ وفي الوقت نفسه رفض خافيير سولانا المنسق الأعلي للسياسة الخارجية الأوروبية التفكير في إمكانية فرض عقوبات أوروبية ضد إيران‏,‏ مشيرا إلي أن كل ذلك مجرد أفكار‏,‏ لم تأخذ شكلا رسميا‏.‏

كما أعرب سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي عن قلق بلاده حيال التقارير بشأن عمل عسكري ضد إيران‏,‏ مشيرا إلي أن طهران تفي بمتطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما يتعلق بالتعامل مع الملف النووي الإيراني‏,‏ وقال في تصريحات عقب لقائه أمس مع كوشنير في موسكو‏,‏ إنه من الصعب تخيل ما تحمله الحرب ضد طهران من عواقب للمنطقة التي تعاني بالفعل من مشكلات خطيرة جدا في العراق وأفغانستان‏.‏

كما عارضت الصين أمس ما سمته بالتهديدات المستمرة بالتدخل العسكري ضد إيران‏.‏وكان الدكتور محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية قد انتقد تصريحات كوشنير ايضا‏,‏ وطالب علي هامش اجتماعات المؤتمر العام للوكالة الدولية في فيينا بضرورة التحلي بالصبر والهدوء‏.‏

وقد اتهم كوشنير وسائل الإعلام بـالتلاعب بتصريحاته‏,‏ مؤكدا انه لا يريد الحرب بل السلام‏.‏ وقال في تصريحات صحفية‏:‏ كالعادة يأخذ الصحفيون العبارة التي يريدونها‏,‏ لقد طرحوا علي السؤال؟ ماذا يعني انتظار الأسوأ في المسألة الإيرانية؟ فأجبت ان الأسوأ سيكون الحرب‏,‏ ولم أقل إن الأفضل سيكون الحرب‏.‏

وأضاف كوشنير يجب التفاوض مع إيران وبدون توقف أو خوف‏,‏ مشيرا في الوقت نفسه إلي استعداد بلاده للعمل علي فرض عقوبات ضد طهران لاتستهدف الشعب الإيراني مطلقا‏.‏

في غضون ذلك‏,‏ أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض‏,‏ ان بلادها تسعي لاتخاذ إجراءات دبلوماسية في حل الأزمة النووية الإيرانية‏,‏ وذلك بالتعاون مع باريس ودول الاتحاد الأوروبي‏.‏

من جانب آخر‏,‏ أعلن مكتب الرئيس الايراني أمس ان نجاد سيتوجه إلي نيويورك يوم الأحد لالقاء كلمة بلاده في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء‏,‏ وذلك علي الرغم من بعض الأصوات في واشنطن التي طالبت بمنعه من حضور الاجتماع‏,‏ في إشارة إلي ميت رومني المرشح الجمهوري للرئاسة الامريكية‏,‏ والذي طالب أمس الأول بمنع الرئيس الإيراني من دخول الجمعية العامة‏,.‏

وأكد البيت الأبيض من جهته أن الخارجية الامريكية اصدرت تأشيرة دخول الي الولايات المتحدة للرئيس الايراني‏.‏

وفي كلمة ألقاها أمام مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية في واشنطن‏,‏ أكد الجنرال جون ابي زيد القائد السابق للقوات الامريكية في الشرق الاوسط ان الولايات المتحدة وحلفاءها يمكنهم التعايش مع ايران‏.‏

وحذر آبي زيد في الوقت نفسه من خطوة الاقدام علي الدخول مع ايران في حرب قال انها ستكون مدمرة للجميع‏.‏وشدد آبي زيد علي ضرورة مواصلة الولايات المتحدة وحلفائها الضغوط للحيلولة دون تطوير سلاح نووي إيراني‏,‏ متهما في الوقت نفسه قيادات طهران بانتهاج سياسات طائشة وبالسعي إلي الهيمنة علي منطقة الشرق الأوسط‏.