البنتاجون يعترف بالفشل في إحراز تقدم سياسي ملموس بالعراق

البنتاجون يعترف بالفشل في إحراز تقدم سياسي ملموس بالعراق
ويحذر من أن تحسن الأوضاع الأمنية غير كاف
رايس تعتذر للمالكي عن واقعة ساحة الشور وبلاك
ووتر تؤكد اشتباكها مع مسلحين وليس مدنيين

اعترفت وزارة الدفاع الأمريكية والبنتاجون‏,‏ أمس بالفشل في تحقيق تقدم سياسي مهم محذرة من أن تحسن الأوضاع الأمنية غير كاف لدحر المسلحين والقضاء علي العنف الطائفي‏.‏ وأوضح البنتاجون‏-‏ في تقريره للكونجرس‏-‏ حول الوضع في العراق أن الجهود التي بذلتها القوات الأمريكية لعبت دورا مهما في تحسين الأوضاع الأمنية‏,‏ خاصة فيما يتعلق بخفض أعمال العنف الطائفية وسقوط ضحايا مدنيين وتدني عدد الهجمات‏.‏

كما شدد التقرير علي ضرورة تحقيق تقدم سياسي من أجل تعزيز ودعم الإنجاز الذي تحقق علي الصعيد الأمني‏..‏ إلا أنه لم ينف حدوث تقدم سياسي طفيف علي المستوي الوطني في مجال التصويت علي القوانين وتطبيق الإصلاحات‏,‏ كما اعتبر الاتفاق الذي عقدته القوات الأمريكية مع القوي السنية التي تدير ظهرها لتنظيم القاعدة إنجازا سياسيا مهما‏.‏
‏
..‏ ولكن التقرير حذر من أن الانقسامات الطائفية وأعمال العنف تقف عائقا أمام التوصل إلي مصالحة وطنية‏.‏

وأكد البنتاجون أن تعزيز القوات الأمريكية في العراق‏,‏ سمح بتحسن الأوضاع الأمنية خاصة فيما يتعلق بالعنف الطائفي وأسهم في تقليص عدد الهجمات المسلحة‏.‏ وأضاف أن آفاق النجاح علي المدي القصير ترتكز علي عودة الكتل السياسية الرئيسية إلي حكومة المالكي‏.‏

في الوقت نفسه‏,‏ أكد قائد القوات الأمريكية في العراق‏,‏ ديفيد بيرترايوس ثقته من أن إيران تقدم دعما وصفه بالشديد ذي الآثار المميتة الي الميليشيات العراقية‏,‏ ولكنه أكد عدم وجود نية لديه بوقف هذه المساعدات من خلال شن هجوم ضد الأراضي الإيرانية‏.‏

وقال الجنرال الأمريكي في تصريحات إعلامية في لندن‏,‏ إنه لم يحصل علي تفويض لعبور الحدود العراقية في اتجاه إيران‏,‏ مشيرا الي تركيزه حاليا علي الوضع في العراق‏.‏

وأضاف أن علي الإيرانيين القيام ببعض الاختيارات وتحديد ما اذا كانت مصالحهم قصيرة المدي أكثر أهمية من مصالحهم طويلة المدي‏,‏ موضحا أن المصالح قصيرة المدي تتمثل في إيجاد المشاكل للولايات المتحدة وحلفائها في العراق‏.‏ وعلي صعيد مقتل‏10‏ عراقيين علي يد عناصر شركة بلا ك ووتر الأمريكية للأمن‏,‏ قدمت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس اعتذارا شخصيا نيابة عنها وعن الحكومة الأمريكية لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي‏,‏ خلال اتصال هاتفي أمس وأعربت رايس عن أسفها العميق علي الأرواح التي راحت ضحية هذه الواقعة‏.‏

وأشار بيان عراقي إلي أن رايس أكدت أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات فورية‏,‏ومن ناحيته‏,‏ أكد توم كيسي نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن المالكي ورايس اتفقا علي إجراء تحقيق عادل يتسم بالشفافية لمعرفة ما جري في ساحة الشور ومحاسبة المتورطين في الحادث‏.‏ وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت في بيان رسمي‏,‏ اعتزامها مراجعة وضع جميع شركات الأمن الأجنبية والمحلية العاملة علي أراضي العراق‏.‏

وعلي الصعيد نفسه‏,‏ دعا الزعيم الشيعي الشاب مقتدي الصدر إلي طرد الشركات الأمنية الأجنبية كافة التي وصفها بأنها إجرامية من العراق‏.‏ وأكد ضرورة إلغاء رخصة هذه الشركات‏,‏ مشيرا إلي أن أغلب عناصر بلاك ووتر وغيرها من الشركات من المجرمين خريجي السجون الأمريكية‏.‏

وقد حاولت شركة الأمن الأمريكية الدفاع عن موقفها‏,‏ مؤكدة في بيان نقلته قناة سي‏.‏إن‏.‏إن الإخبارية‏,‏ ان واقعة مقتل العراقيين العشرة وقعت خلال محاولة أفراد الشركة رد هجوم ميلشيات مسلحة ضد قافلة سيارات كانت في حمايتهم‏.‏ وأضاف البيان ان عناصر الأمن تابعين للشركة بشكل قانوني‏,‏ مشددا علي ان العناصر المهاجمة كانت من المسلحين وليس المدنيين‏.‏

وعلي صعيد متصل‏,‏ بدأت لجنة بالكونجرس الأمريكي تحقيقا في مسئولية المفتش العام بوزارة الخارجية الأمريكية‏,‏ الجنرال هاورد جيه كرونجارد‏,‏ عن عرقلة تحقيقات حول وقوع أخطاء أمنية بالسفارة الأمريكية الجديدة في بغداد‏,‏ وقيام شركة أمنية بتهريب أسلحة بشكل غير مشروع إلي العراق‏.‏

وفي الوقت ذاته‏,‏ أكد عبد الستار جعفر عضو المجلس الأعلي للقضاء في العراق إمكانية محاكمة المتورطين في الحادث أمام محكمة عراقية‏,‏ وأضاف في تصريحات صحفية‏0‏ أن هذه الشركة الأمريكية تخضع للقوانين العراقية كما إن الجريمة قد ارتكبت علي أرض عراقية‏,‏ ولذلك فإن القضاء العراقي مسئول عن النظر في هذه القضية‏.‏ وفي براج‏,‏ صرح هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقية تبحث التوصل إلي مشاركة أمنية طويلة المدي مع الولايات المتحدة ودول أخري‏..‏ وأوضح عقب مباحثات مع نظيره التشيكي كاريل شفارتسينيرج‏-‏ أن هذه المشاركات الأمنية ستكون مطمئنة للجانب العراقي دون أن يكشف عن تفاصيل‏.‏ وأضاف أن قرار خفض القوات الأمريكية لم يكن مفاجأة في ظل الضغوط السياسية الداخلية علي الإدارة الأمريكية والوضع العسكري علي الأرض أيضا‏.‏

وعلي الصعيد الأمني‏,‏ انفجرت سيارتان ملغومتان وعبوتين ناسفتين في بغداد صباح أمس مما أسفر عن مصرع‏12‏ شخصا علي الأقل وإصابة‏35‏ آخرين‏.‏ وأوضحت مصادر أمنية أن سيارة ملغومة انفجرت بالقرب من وزارة الصحة بوسط بغداد صباح الأمس مما أسفر عن مصرع‏7‏ أشخاص وإصابة‏23‏ آخرين‏,‏ أعقبها بثوان قليلة سقوط قذيفة هاون علي موقف سيارات بالقرب من موقع الانفجار الأول‏,‏ كما انفجرت سيارة أخري بشارع فلسطين شرق بغداد في وقت لاحق مما أسفر عن مصرع مدنيين وإصابة‏6‏ آخرين‏..‏ كما انفجرت عبوة ناسفة علي جانب الطريق في منطقة الزعفرانية جنوب شرق بغداد مما أسفر عن مصرع رجل شرطة وإصابة اثنين من المارة‏.‏

في وقت لاحق‏,‏ أسفر إنفجار عبوة ناسفة عن تعرض أحد خطوط نقل البترول في منطقة بيجي بمحافظة صلاح الدين لأضرار بالغة‏,‏ مما أدي إلي تسرب كميات هائلة من البترول إلي نهر دجلة واندلاع حريق ضخم لم تنجح فرق الإطفاء العراقية في السيطرة عليه حتي الآن‏.‏