مصرع‏14‏ عراقيا وإصابة‏5‏ والعثور علي‏6‏ جثث مجهولة في عمليا

في إطار التصاعد المستمر لأعمال العنف في العراق‏,‏ كشفت إحصاءات حكومية عراقية عن ارتفاع عدد القتلي بين المدنيين العراقيين خلال شهر أغسطس الماضي ليصل إلي‏1773‏ قتيلا‏,‏ بزيادة تقدر بنحو‏7% تقريبا علي شهر يوليو‏,‏ وتؤكد الإحصاءات أن هذا الرقم يفوق كثيرا عدد القتلي الذين تم تسجيلهم في شهر فبراير الماضي لدي وصول التعزيزات العسكرية الأمريكية للعراق‏.‏

فوفقا للأرقام التي سجلتها وزارات الدفاع والصحة والداخلية العراقية فإن عدد القتلي في فبراير الماضي سجل‏1626‏ قتيلا‏,‏ وتشير الإحصاءات إلي سقوط‏85‏ قتيلا من رجال الجيش والشرطة خلال شهر أغسطس‏,‏ خلال الاشتباكات شبه اليومية بين قوات الأمن والميليشيات المسلحة‏.‏

يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه هشام حسن المتحدث باسم منظمة الصليب الأحمر الدولية في العراق أن عدد المفقودين ارتفع إلي مليون شخص‏,‏ وأوضح المتحدث الدولي أنه خلال الفترة بين الحرب العراقية مع إيران وحتي الآن‏,‏ فقد ارتفع عدد المفقودين من‏375‏ ألفا إلي مليون شخص‏.‏

وفي الوقت نفسه رحبت القوات الأمريكية بقرار الزعيم الشيعي مقتدي الصدر بتجميد ميليشيا جيش المهدي‏,‏ وطالبت جميع الأطراف العراقية بتعزيز هذه المبادرة والعمل علي إنجاحها‏.‏

وأوضح الجيش الأمريكي في بيان رسمي أن هذا التجميد سيساعد في تركيز القوات الأمريكية والعراقية علي ملاحقة عناصر تنظيم القاعدة في العراق‏,‏ فضلا عن حماية الشعب العراقي‏.‏ وأضاف أن هذا التعهد من جانب الصدر سيلعب دورا مهما في إعادة بناء البنية التحتية المتضررة وتحسين الخدمات الأساسية دون مقاطعة تسببها هجمات جيش المهدي‏.‏

وعلي الصعيد السياسي اعتبر البيان قرار الصدر خطوة مهمة لمساعدة السلطات العراقية علي التركيز علي تحقيق حلول اقتصادية وسياسية ضرورية للتقدم‏,‏ بدلا من التركيز علي مواجهة الأنشطة الإجرامية مثل العنف الطائفي والاغتيالات والهجمات ضد القوات العراقية وقوات التحالف‏.‏

وتزامن هذا الترحيب مع شن القوات الأمريكية والعراقية غارة مسلحة علي مدينة الصدر الشيعية وسط بغداد‏,‏ وأكد الجيش الأمريكي أن العملية استهدفت منزلين وأسفرت عن اعتقال ثلاثة أشخاص‏,‏ وقد تعرضت عربة عسكرية أمريكية لهجوم بعبوة ناسفة علي جانب الطريق فور انتهاء هذه العملية‏.‏

وعلي الصعيد الأمني أعلن متحدث باسم الشرطة في كركوك مصرع‏3‏ أشقاء واختطاف شقيق آخر لهم في هجوم مسلح غرب المدينة قرب منطقة الحويجة‏.‏

كما لقي رجل أعمال عراقي مصرعه في هجوم مسلح من قبل مجهولين وسط الحويجة‏,‏ كما أصيب‏3‏ أشخاص في هجوم استهدف سيارة مدنية شرق كركوك‏.‏

وفي بعقوبة لقي شخصان مصرعهما وأصيب اثنان آخران إثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت حافلة علي الطريق الرئيسي‏.‏

كما لقي‏3‏ مدنيين عراقيين مصرعهم بقصف من طائرة أمريكية بمدينة الضلوعية التابعة لمحافظة صلاح الدين شمال بغداد‏.‏

وأوضح مصدر في شرطة المدينة أن طائرة أمريكية أطلقت عدة صواريخ علي مجموعة من أهالي قرية كبيبة شرق الضلوعية كانوا يتناوبون علي حراسة قريتهم أمس الأول‏.‏

وعلي صعيد متصل قتلت القوات الأمريكية خمسة مسلحين واعتقلت‏13‏ مشتبها بهم في أثناء مداهمة استهدفت قادة تنظيم القاعدة العاملين في حوض نهر دجلة واعتقلت‏24‏ آخرين شرق بغداد‏.‏

من ناحيتها أعلنت مصادر في وزارة الداخلية العراقية عثور قواتها علي‏6‏ جثث مجهولة الهوية في العاصمة بغداد خلال الساعات الـ‏24‏ الماضية‏.‏

وتأتي هذه التطورات الميدانية في العراق في الوقت الذي وجه فيه الجنرال مايك جاكسون‏,‏ القائد السابق للجيش البريطاني لدي غزو العراق‏,‏ انتقادات لاذعة للولايات المتحدة لسوء إدارتها للبلاد بعد الحرب‏,‏ وشدد علي أن السياسة الأمريكية في العراق تعاني الإفلاس الفكري‏.‏

ونشرت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية فقرات من سيرة جاكسون الذاتية التي تحمل اسم جندي والتي خص فيها بالنقد وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد‏,‏ وحمله مسئولية المأساة التي يعيشها العراق في الوقت الراهن‏,‏ ووصف تصريحات رامسفيلد السابقة بأن القوات الأمريكية ليست مسئولة عن بناء الدول بأنه مجرد لغو‏,‏ لكنه في المقابل دافع بشدة عن أنشطة الجيش البريطاني في البصرة‏.‏

وفي غضون ذلك ركزت صحيفة الإندبندنت البريطانية أمس علي ما وصفته بأول المؤشرات علي حدوث انقسامات حقيقية بين الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني جوردون براون‏,‏ وذلك لدي مطالبة بوش لبريطانيا بمواصلة المسار الحالي في العراق‏.‏

وأكد بوش حاجة بلاده الماسة لكل شركائها‏,‏ معبرا عن تفهمه لأن كل شريك لديه سياسات داخلية خاصة به‏,‏ لكن فيما يتعلق بأفغانستان أو العراق فلدينا المزيد الذي يتعين علينا القيام به‏.‏

وأشارت الصحيفة إلي أن بوش قد عبر خلال لقاء مع محطة سكاي نيوز الأمريكية عن غضبه حيال نهج براون بشأن العراق‏,‏ وقال‏:‏ إن القوات الغربية يجب ألا تفكر في الانسحاب من العراق قبل الانتهاء من مهامها الشاقة هناك بهزيمة القاعدة والمسلحين الذين تدعمهم إيران‏.‏

ومن المتوقع أن يعلن براون خلال الفترة المقبلة تسليم القوات البريطانية للمسئوليات الأمنية في الجنوب العراقي إلي قوات الشرطة العراقية‏.‏

يأتي ذلك في الوقت الذي اجتمع فيه بوش بمقر البنتاجون مع رؤساء أركان الجيوش الأمريكية ووزير الدفاع روبرت جيتس‏,‏ حيث تركزت المباحثات حول العراق‏.‏

وعلي الصعيد السياسي بدأت مباحثات سرية بين مجموعة من السنة والشيعة العراقيين في منطقة غير معلومة في فنلندا لبحث سبل إنهاء العنف الطائفي‏,‏ ووضع حد لإراقة الدماء في العراق‏.‏

ومن أنقرة كتب مراسل الأهرام‏:‏ طالبت الحكومة التركية واشنطن باتخاذ تدابير تكفل عدم وصول الأسلحة التي تمنحها لقوات الأمن العراقية إلي أيدي عناصر منظمة حزب العمال الكردستاني‏.‏