يقدر عدد المدونات الالكترونية Blogs على الانترنت حاليا بنحو 60 مليون مدونة او اكثر، بينما تظهر على الشبكة 100 الف مدونة جديدة كل يوم تقريبا. وفيما تتفاوت محتويات كل مدونة عن اخرى، فان عددا متزايدا منها يتجه الى جني الاموال بعرضه الاعلانات والمواد الترويجية.
وتمتلئ الانترنت بمدونات تتناول اخبار الممثلين والممثلات، والمشاهير، والساسة، واهم قضايا الساعة، وأحدث المنتجات والاجهزة التكنولوجية، الا ان هنري كوبلاند مؤسس موقع Blogads الذي يقوم بربط المشرفين على المدونات بالاعلانات، يشير الى النجاح المثير الذي حققه البعض منها، الذي يقود عادة الى تحقيق الارباح لأصحابها.
نجاح متميز
خذ مثلا مدونة “بيريز هلتون” Perez Hilton التي يشابه اسمها اسم فتاة المجتمع الشهيرة باريس هلتون، وهي مدونة تتناول “الاخبار الاجتماعية” أي اخبار القيل والقال، التي تأسست قبل عامين، اذ تستقبل الآن شهريا نحو 100 مليون زيارة! ولذلك فان الاعلانات الدعائية عليها ستكون مربحة.. وهذا ما يجتذب الكثيرين اليوم للدخول الى ميدان المدونات “المربحة”.
جيم فرتادو مثال آخر، فهو واحد من اولئك الطموحين في هذا الميدان، فقد أسس مدونته الموسومة “بايسبول ثنك فاكتوري” التي يكتب فيها عن لعبة البايسبول، قبل 6 اعوام عندما كان يعمل كرجل إطفاء في بوسطن بولاية ماساشوستس الاميركية. وكان عنده وقت كبير من الفراغ حينذاك. وهو يقول ان المدونة بدأت كهواية ثم تحولت تدريجيا الى ما يشبه العمل، اذ انه يقضي نحو 40 ساعة في الاسبوع الآن للاشراف على مدونته اضافة الى عمله الحقيقي. ويضيف انه لا يتابع الاخبار فقط، بل والتقنيات الجديدة اللازمة لمدونته، اضافة الى مطاردته للاعلانات. ويزور موقع مدونته نحو مليون زائر شهريا، الا انه لا يجني اكثر من 1000 دولار من الاعلانات. ولا يزال أغلب اصحاب المدونات يرغبون في التعبير عن افكارهم بشكل خلاق في مدوناتهم، وتوثيق تلك الافكار، والمشاركة بخبراتهم مع الآخرين. ولم يعبر سوى 7 في المائة منهم عن رغبتهم في جني الاموال، وفقا لاستطلاع أجرته مؤسسة “بيو انترنت أند اميركان لايف بروجيكت” الاميركية.
وقد ازدادت نسبة الدخل من الاعلانات على المدونات من مجموع مدخولات الاعلانات الالكترونية على الانترنت، ووصلت الى 36 مليون دولار العام الماضي وفقا لتقديرات شركة “بي كيو ميديا” للاستشارات في ولاية كونيكتكات. ويتوقع ان تزداد الى 200 مليون دولار بحلول عام 2010.
وبوسع المدونات ايضا ان تحقق نجاحات وشهرة مفاجئة لأصحابها، مثلما حدث لإحدى النساء الاميركيات وهي جولي باول التي كانت تصف نفسها بانها “آلة لدى الحكومة نهارا، وغذائية متمردة ليلا”! وقد تحولت الى نجمة شهيرة عام 2004 عندما بدأت تكتب عن طريقتها لتحضير مختلف وصفات الاطباق، حيث لاقت نجاحا كبيرا، دعا احدى دور النشر الى توقيع عقد معها كتاب لاقى رواجا كبيرا.
من جهتها كانت كلوتلد دوسولير الفرنسية التي تدون بالانجليزية افكارا حول الغذاء والطبخ ، تأمل ان تتحول مدونتها الالكترونية Chocolate and zucchini التي اسستها عام 2003، الى منطلق للشهرة . وقد حصلت على عقد لنشر كتابها “تشوكليت اند زكتشينيك المغامرات اليومية في مطبخ فرنسي” في بريطانيا قبل شهرين.
إعلانات المدونات
يعمل المدونون الناجحون 18 ساعة في اليوم كما يقول كوبلاند، الذي يشغل عشرة اشخاص في مكتبه في ولاية كارولينا الشمالية بهدف بيع الاعلانات للمدونات، وعددا اكثر في مكتبه في بودابست الذي يتخصص في البرمجيات وخدمة الزبائن.
ويعتبر موقعه واحدا من العديد من المواقع المماثلة التي تزايد ظهورها اخيرا التي تربط بين المدونات وبين المعلنين وتسمح لأصحاب المدونات عرض الاعلانات من دون الاتصال بأصحابها.
وتختلف اسعار الاعلانات بشدة، اذ يدفع المعلن في موقع الكتروني مشهور 10 آلاف دولار في الاسبوع، الا انه يدفع 20 دولارا في الاسبوع فقط في الاعلان احدى المدونات! ونقلت صحيفة “التايمز” البريطانية عن كوبلاند انه اجمالا فان مئات الاشخاص الذين يحصلون على صكوك شهرية بمبالغ تتراوح بين 100 و 1000 دولار، والقليل القليل منهم يحصلون على مبالغ اكبر تحولهم الى رجال اعمال. ويقول الخبراء من اصحاب المدونات: إن المدونة الناجحة ينبغي ان تحتوي على عدد متنوع من العناصر ولا يجب عليها التركيز على عنصر واحد، وهي محتوى المعلومات الجيد والتصميم السهل واستراتيجية للتسويق بهدف ايجاد قراء جدد ووضع محرك بحث جيد.