الصدر يجمد أنشطة جيش المهدي

الصدر يجمد أنشطة جيش المهدي
لستة أشهر عقب اشتباكات كربلاء
الديمقراطيون يتهمون بوش برسم صورة وردية
للوضع في العراق ويصفون سياسته بالمفلسة
الرئيس الامريكي يعتزم مطالبة الكونجرس
بـ‏50‏ مليار دولار إضافية لتمويل الحرب

أمر رئيس الوزراء نوري المالكي بفرض حظر للتجول العام للسيارات والاشخاص في مدينة كربلاء اعتبارا من صباح امس حتي اشعار اخر عقب الاشتباكات العنيفة التي إندلعت بين ميليشيات شيعية وقوات الأمن العراقية وأسفرت عن مقتل‏52‏ شخصا وإصابة نحو‏300‏ أخرين‏ وأكدت مصادر أمنية ان المالكي يدير غرفة عمليات عسكرية بنفسه في المدينة وطالب باعتقال كل من ينتهك الحظر‏.‏

وزار المالكي مدينة كربلاء غداة الاشتبكات التي وقعت خلال إحياء ذكري مولد الامام المهدي‏,‏ الامام الثاني عشر لدي الشيعة‏,‏ والتي أدت إلي إلغاء الاحتفال وصرح موفق الربيعي لشبكة سي‏.‏إن‏.‏إن الاخبارية الأمريكية بأنه تم احتواء الموقف بعد وصول تعزيزات عسكرية وانتشار قوات الجيش والشرطة والتدخل السريع والقوات الخاصة في جميع أنحاء المدينة لتطهيرها من القتلة والمجرمين‏.‏

وقالت مصادر أمنية إن قوات من الجيش العراقي قطعت جميع الطرق المؤدية إلي كربلاء وحاصرت جميع مداخل المحافظة‏ من جهة أخري‏,‏ ذكر شهود عيان ان الميليشيات مازالت تنتشر حول المدينة وان هناك اشتباكات متقطعة بين المسلحين وقوات الأمن‏..‏ وذكر مسئول عراقي ان مسجدي الامامين الحسين والعباس تضررا قليلا خلال الاشتباكات‏.‏

في الوقت نفسه رفض الزعيم الشيعي مقتدي الصدر أمس الاتهامات الموجهة لجيش المهدي بالاشتباك مع القوات العراقية في كربلاء داعيا انصاره إلي ضبط النفس والهدوء‏ وأمر مقتدي الصدر بتجميد جميع أنشطة جيش المهدي لمدة ستة أشهر وأعلن الحداد لمدة ثلاثة أيام احتجاجا علي ماحدث في كربلاء كما طالب الحكومة بفتح تحقيقات حول المجزرة‏.‏

وعلي صعيد الوضع الأمني في جميع أنحاء العراق‏,‏ قتل‏14‏ عراقيا وأصيب‏27‏ آخرون في هجمات متفرقة ببغداد والحلة والكوفة والموصل‏,‏ وعثرت الشرطة العراقية علي‏13‏ جثة مجهولة الهوية في أماكن متفرقة من العاصمة العراقية‏,‏ وقتل جندي أمريكي ببغداد ليرتفع عدد الجنود الذين قتلوا بالعراق منذ بداية الغزو إلي‏3727‏ جنديا‏.‏

علي صعيد آخر‏,‏ أعلن مصدر دبلوماسي إيراني ومكتب المالكي ان القوات الأمريكية أفرجت صباح أمس عن سبعة إيرانيين اعتقلتهم لساعات في أحد فنادق بغداد‏ وقال الدبلوماسي الايراني إن الايرانيين السبعة أطلق سراحهم وتم نقلهم إلي مكتب المالكي‏ وعرضت هيئة الاذاعة البريطانية‏(‏ بي‏.‏بي‏.‏سي‏)‏ شريط فيديو أمس تظهر فيه القوات الأمريكية وهي تقتاد رجالا معصوبي الاعين ومقيدي الايدي من داخل فندق في وسط بغداد‏.‏

وأعلنت طهران أن عملية الاعتقال غير مبررة ونقلت وكالة الأنباء الايرانية عن حسن كاظمي قمي السفير الايراني في بغداد قوله إن الايرانيين السبعة كانوا ضمن وفد من وزارة الطاقة يزور العراق بدعوة من وزارة الكهرباء العراقية لتنفيذ مشاريع كهرباء‏ وأكد الجيش الأمريكي اعتقال ثمانية ايرانيين بينهم دبلوماسيان لفترة قصيرة في بغداد وصادرت أجهزة كمبيوتر وهواتف محمولة وحقيبة مليئة بأموال إيرانية وأمريكية منهم‏ وقال سعدي عثمان مستشار ديفيد بترايوس قائد القوات الأمريكية في العراق إن احتجاز القوات الأمريكية للوفد الإيراني مجرد التباس‏.‏

علي الصعيد السياسي بالعراق‏,‏ استبعد التيار الصدري نهائيا إمكانية التوافق مع سياسة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي‏ من ناحية أخري‏,‏ نفي مكتب الرئيس العراقي جلال طالباني ما نسبته صحف تركية إلي مصادر لم تذكرها أن جهاز المخابرات التركي حاول اغتياله‏ وفي واشنطن‏,‏ أتهم الديموقراطيون الرئيس الأمريكي جورج بوش برسم صورة وردية للوضع في العراق وتضليل الأمريكيين بالربط بين الحرب هناك وهجمات‏11‏ سبتمبر ضد الولايات المتحدة‏.‏

وصرح السيناتور جوزف بايدن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بأن منطق بوش بالنسبة للحرب ملئ بالعيوب وقال إن سياسة بوش الخاطئة وسوء إدارته للحرب هي التي غذت التطرف والمتطرفين في العراق وأفغانستان وغيرهما أما هاري ريد زعيم الاغلبية الديمقرقراطية في مجلس النواب فقد اتهم بوش بتبني استراتيجية مفلسة في العراق مع تزايد قوة اسامة بن لادن والقاعدة‏.‏

وأضاف أن معظم الأمريكيين والاغلبية من الحزبين يعتقدون أن هذه الاستراتيجية لا تخدم المصلحة الوطنية وان الوقت قد حان الان لاحداث تغيير كبيرفي الاستراتيجية وأصدر الأعضاء الديمقواطيون بمجلس الشيوخ بيانا اتهموا فيه البيت الابيض بتحريف واقع ما يحدث في العراق لرسم صورة وردية للحرب هناك في الوقت ذاته‏,‏ نقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن مسئول في البيت الابيض قوله إن بوش يعتزم مطالبة الكونجرس الشهر المقبل بـ‏50‏ مليار دولار إضافية لتمويل الحرب في العراق‏.‏

في الوقت نفسه‏,‏ ذكرت دراسة أمريكية أعدها مركز التقدم الامريكي أن معظم القوات الأمريكية يمكن ان تنسحب من العراق بأمان خلال عام وانه يتعين علي بوش البدء في سحب القوات سريعا‏.‏

وفي لندن‏,‏ أعلن ديفيد ميليباند وزير الخارجية البريطاني ان الوضع الذي تواجهه قوات بلاده في البصرة صعب للغاية مقارنة بما تواجهه القوات الامريكية في بغداد‏,‏ ونقلت صحيفة الاندبندنت البريطانية عن ميليباند قوله إن القرارات المتعلقة بسحب القوات البريطانية من العراق سيتم اتخاذها بشكل مستقل بما يتماشي مع مصلحة بريطانيا الوطنية وأشارت الصحيفة إلي أنه من المقرر أن يصدر براون بيانا في اكتوبر المقبل حول مستقبل قوات بلاده المتمركزة هناك والبالغ عددها‏5500‏ جندي‏.‏

في دمشق ذكر مسئول سوري أن عادل عبدالمهدي نائب الرئيس العراقي سيزور العاصمة السورية أوائل الشهر المقبل‏,‏ في إطار جولة عربية وذلك قبل زيارة طارق الهاشمي النائب الثاني للرئيس العراقي أيضا منتصف الشهر المقبل بناء علي دعوة من فاروق الشرع نائب الرئيس السوري‏