أهالي الدويقة يضربون محافظ القاهرة ونواب البرلمان بالحجارة بسبب تأخر انتشال الجثث وتوفير المساكن
محافظ القاهرة وقيادات مجلس الشعب والشرطة يهرولون أمام ضربات الحجارة التى وجهها المواطنون ضدهم - صورة من صحيفة الوفد ـ
قذف المنكوبون وأهالي الضحايا في منطقة الدويقة الحجارة على محافظ القاهرة، ورؤساء لجنتي الإسكان والإدارة المحلية، وأعضاء مجلس الشعب الذين تفقدوا موقع الكارثة الثلاثاء.
وتحولت منطقة الكارثة في منشأة ناصر إلي ساحة للمعارك والمواجهات بين قوات الأمن والأهالي المحتقنين، الذين أعلنوا إضرابا مفتوحاً عن الطعام، ومنعوا دخول سيارات الإعانات إلي المخيمات، واستخدمت القوات سيارات رش الحشرات في رش المكان بالأدخنة والجاز، بعد أن تحولت منقطة الأنقاض إلي مقبرة تفوح من أسفلها رائحة جثث الضحايا.
بدأت المواجهات منذ ساعة مبكرة من فجر الثلاثاء ، حيث حضر في الثانية صباحاً مسئولون من حي منشأة ناصر إلي موقع الأحداث، فالتفت حولهم مجموعة من الضحايا ووجهوا لهم اتهامات بالكذب وإطلاق تصريحات كاذبة لوسائل الأعلام، حول تسليم 4 آلاف وحدة سكنية ووقعت مشاجرة خارج الكردون الأمني، ردد الأهالي خلالها الشتائم واللعنات ضد المسئولين.
ثم فوجئ أعضاء اللجنة البرلمانية التي شكلها الدكتور فتحي سرور رئيس المجلس، لإعداد تقرير عن حجم الكارثة، لعرضه علي المجلس صباح الخميس، بمحاصرة الأهالي بطلباتهم، التي تتلخص في ضرورة إنقاذ نحو 400 شخص مازالوا تحت الأنقاض حتي الآن.
وأكد الأهالي أن الحكومة تقاعست في حل الكارثة قبل وقوعها والآن تتباطأ في إنقاذ الأحياء من بين الركام.
وحينما هم الدكتور عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة بالوقوف أمام كاميرات التليفزيون المصري، للتصوير في موقع الحادث، انهالت الحجارة من كل مكان وارتفعت أصوات الأهالي بالسباب والشتائم للمسئولين.
وحاول حيدر بغدادي نائب الدائرة تهدئة المواطنين، فزادت ضرباتهم، العشوائية المصحوبة بالشتائم وأصابت بعضها اللواء ماهر الدربي رئيس لجنة الإدارة المحلية وطارق طلعت مصطفي رئيس لجنة الإسكان كما أصيب عقيد شرطة بجرح في رأسه ورائد شرطة بجرح في جبهته.
وهرول جميع المسئولين إلي مخيم للأمن المركزي، طلبا للحماية من الأهالي.
وردت الشرطة بالقبض علي عدد من الأهالي وصفتهم بمثيري الشغب، ولم تتوقف الأحداث الساخنة عند هذا الحد، إذ إن عدداً كبيراً من شباب منشأة ناصر، نصبوا كردوناً موازياً لنفس الكردون الأمني، وتسلحوا بالخشب والشوم، وتردد أن بعضاً منهم يخفي أسلحة بيضاء تحت ملابسه، استعدادا للدخول في معركة حامية مع الشرطة، إذا ما لم يتم استخراج جميع جثث قتلاهم من تحت الأنقاض، حيث ردد بعضهم أن هناك اتجاهاً من المسئولين، لإنهاء عمليات البحث وردم المنازل المنهارة وبداخلها جثث ذويهم دون استخراجها.
وفشلت اللجنة البرلمانية في التواصل مع المواطنين الذين عبروا عن فقدهم الثقة في رغبة الأجهزة المختصة في إنقاذ ضحاياهم، خاصة أن أغلبهم مازال تحت كتلة صخرية كبيرة تزيد علي مئات الأطنان.
من ناحية أخرى قال النائب مصطفى بكري أن قوات الأمن اعتدت عليه ومنعته من دخول منطقة الكارثة بعد أن احتجزته لعدة ساعات.
وناشد النائب الرئيس مبارك التخلص من مستشاريه الذين قال عنهم أنهم يخدعون الرئيس وينقلون له تقارير كاذبة بأن كل شيء تمام.