انتشار مرض الجرب بالسجون العراقية

كشفت تقارير الجيش الأمريكي أن عملاء شركة بلاك ووتر الأمنية الأمريكية الخاصة فتحوا النار بدون أي مبرر واستخدموا القوة المفرطة في المجزرة التي راح ضحيتها‏11‏ مدنيا عراقيا بوسط بغداد يوم‏16‏ سبتمبر الماضي‏,‏ وذلك في الوقت الذي لقي فيه‏25‏ شخصا حتفهم وأصيب‏40‏ آخرون بينهم نساء وأطفال في غارة جوية أمريكية قرب بعقوبة‏.‏

ونقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أمس عن مسئول عسكري بارز قوله إن تقارير الجيش تثبت بالدليل اتهامات الحكومة العراقية لشركة بلاك ووتر بأنها المخطئة في حادث إطلاق النار‏.‏

وقال المسئول ـ الذي رفض الكشف عن هويته ـ إنه من الواضح أن إطلاق النار كان مفرطا وخطأ وأضاف أن المدنيين العراقيين الذين عرضوا لإطلاق النار لم يكن بحوزتهم أي أسلحة للرد علي عملاء بلاك ووتر‏,‏ كما لم يرد أي من عناصر الشرطة العراقية أو قوات الأمن المحلية علي نيران حراس الشركة‏.‏

وأشار المسئول إلي أن من الواضح أن حراس بلاك ووتر أطلقوا أيضا قذائف صاروخية في موقع المجزرة بالاضافة إلي نيران أسلحتهم الآلية‏.‏

وأكد المسئول أن الجنود الأمريكيين راجعوا شهادات شهود العيان وتسجيل فيديو للحادث أثناء وقوعه‏.‏

وذكرت واشنطن بوست أن مسئولا من وزارة الداخلية العراقية وخمسة شهود عيان تحدثوا عن واقعة دموية ثانية تورط فيها حراس بلاك ووتر بعد دقائق من الحادث الذي وقع في ميدان النسور بوسط بغداد‏.‏

من جانبها‏,‏ أمرت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بتشديد الرقابة علي نشاطات بلاك ووتر‏,‏ واتخاذ تدابير جديدة لتحسين مستويات الإشراف علي عمل الشركة‏.‏

ويأتي هذا بعد يوم واحد من إقرار مجلس النواب الأمريكي بأغلبية‏389‏ نائبا ومعارضة‏30‏ عضوا فقط قانونا يسمح بملاحقة الشركات الأمنية المتعاقدة مع الحكومة الأمريكية في العراق ومناطق القتال الأخري أمام القضاء الأمريكي ويحتاج القانون إلي موافقة مجلس الشيوخ الذي يتجه اليها خلال الأيام القليلة المقبلة‏,‏ ولكن يتعين توقيع الرئيس الأمريكي جورج بوش عليه حتي يصبح ساري المفعول‏.‏

وفي الوقت نفسه أعلن الجيش الأمريكي أمس أنه يحقق في مقتل ثلاثة مدنيين عراقيين بنيران جنوده قرب نقطة تفتيش أقامها عراقيون انضموا إلي القوات الأمريكية في محاربة الإرهابيين‏.‏

وأوضح الجيش في بيان له أن هؤلاء العراقيين لقوا حتفهم أمس الأول في قرية شمال المسيب بجنود بغداد‏.‏

بينما أعلن أحد ضباط التحقيق في مذبحة الحديثة التي راح ضحيتها‏24‏ مدنيا عراقيا عام‏2005‏ أن جندي مشاة البحرية الأمريكية المارينز المتهم في الحادث يجب أن يبرأ من تهمة القتل وأوصي باتهامه بالقتل الخطأ ويبقي القرار الأخير في يد الجنرال جيمس ماتيز الذي يشرف علي القضية وأسقط التهم عن أربعة من ثمانية من جنود المارينز المتهمين بالمشاركة في المذبحة‏.‏

وعلي الصعيد الميداني‏,‏ لقي‏25‏ شخصا علي الأقل حتفهم وأصيب‏40‏ آخرون أمس في غارة جوية أمريكية علي بلدة الجيزاني قرب بعقوبة شمال شرق بغداد‏.‏

وأوضح اللواء خضير التميمي المتحدث باسم الشرطة العراقية أن من بين القتلي والمصابين نساء وأطفال‏.‏

من جانبه أكد الجيش الأمريكي مقتل‏25‏ مسلحا خلال القصف الجوي‏.‏

ومن ناحية أخري‏,‏ أكد بيان للجيش الأمريكي مقتل‏4‏ من جنوده وإصابة‏5‏ في هجمات متفرقة‏,‏ وبذلك يرتفع اجمالي خسائر القوات الأمريكية إلي‏3813‏ قتيلا منذ بداية الغزو في مارس‏2003‏ وفقا لاحصائية لوكالة الأسوشيتدبرس‏.‏

علي صعيد آخر‏,‏ أعلنت جمعية سجناء من أجل العدالة العراقية أن تدني مستويات النظافة في السجون العراقية تسبب في انتشار مرض الجرب بين السجناء‏.‏

من جانبه‏,‏ أوصي جنرال عسكري أمريكي بعدم إطلاق سراح الإيرانيين الخمسة المتعقلين بالعراق لدي القوات الأمريكية منذ يناير الماضي‏.‏