مشادة كلامية بين نجاد ورئيس جامعة كولومبيا

مشادة كلامية بين نجاد ورئيس جامعة كولومبيا
ساركوزي يؤكد أن العالم لن يسمح لإيران
بامتلاك أسلحة نووية ويلوح بـترسانة عقوبات
تهديدات إيرانية باستهداف‏200‏ ألف جندي أمريكي
بالعراق وأفغانستان في حالة تعرضها لهجوم

أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس أن العالم لن يسمح لإيران بامتلاك الأسلحة النووية‏,‏ وهدد ـ في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ـ بأن بلاده ستضغط من أجل فرض ترسانة من العقوبات علي طهران لإثنائها عن إنتاج أسلحة نووية‏.‏ كما أعلن خلال مؤتمر حول المناخ في الأمم المتحدة عن استعداد فرنسا لمساعدة أي بلد يريد التزود بالطاقة النووية المدنية‏.‏ وفي غضون ذلك‏,‏ أعلنت إيران أنها تراقب تحركات القوات الأمريكية بالأقمار الصناعية والوسائل التكنولوجية الأخري‏,‏ وهدد يحيي رحيم صفوي مستشار المرشد الأعلي الإيراني علي خامنئي وقائد الحرس الثوري السابق بأن القوات الأمريكية ـ وقوامها‏200‏ ألف جندي في العراق وأفغانستان ـ ستكون في مرمي الصواريخ الإيرانية إذا ما تعرضت البلاد لهجوم‏.‏

وتزامنا مع ذلك‏,‏ أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن بلاده لا تسعي لامتلاك السلاح النووي ولا تحتاجه‏,‏ كما أنها ليست في سبيلها لحرب مع الولايات المتحدة‏.‏ وأوضح نجاد ـ في تصريحات لبرنامج‏60‏ دقيقة علي قناة سي‏.‏بي‏.‏إس التليفزيونية الأمريكية ـ أن البرنامج النووي لبلاده غاية في الشفافية‏,‏ وقبل نحو يوم من إلقاء نجاد خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة كد الرئيس الإيراني أن بلاده ليست في حاجة إلي دعم الميليشيات المسلحة في العراق بالسلاح والتدريب كما صرح نجاد في حديث مع وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية بأن ايران لن تهاجم اسرائيل أو اي دولة أخري‏,‏ مشيرا إلي أن ايران تعارض الحرب ودائما ترحب بالحوار مع جيرانها‏.‏

كما أعرب عن اعتقاده أن الولايات المتحدة لاتستعد لتوجيه أي ضربة عسكرية لايران معتبرا الحديث الدائر عن الحرب أو العمل العسكري مجرد دعاية‏,‏ وأوضح ان هذا الحديث عن الحرب يرجع الي ثلاثة أسباب هي‏:‏ حالة الغضب التي تشعر بها الادارة الأمريكية تجاه طهران‏,‏ ثانيا ان هذا الحديث يخدم المصالح الانتخابية للحزب الجمهوري وثالثا ان مثل هذا الحديث يوفر غطاء للفشل الذي منيت به الادارة في العراق‏.‏ وكان نجاد قد أكد في وقت سابق خلال مؤتمر صحفي عبر دوائر تليفزيونية مغلقة من نيويورك أن بلاده لاتعترف باسرائيل لأنها قائمة علي الاحتلال والعنصرية‏,‏ كما هاجم نجاد سياسة الولايات المتحدة الخارجية مؤكدا انها تستخدم سياسات خاطئة‏,‏ وأوضح ان الادارة تستخدم الحرب والقتل والاضطهاد حتي تتحكم في العالم‏.‏ جاءت هذه التصريحات عقب لقائه أمس بقادة جماعة يهودية مناهضة للصهيونية تدعي حركة ناطوري كارتا الدولية والتي تصف نفسها بأنها جماعة يهودية ارثوذكسية تعارض وجود دولة اسرائيل‏.‏

وقد شارك الرئيس الايراني في وقت لاحق أمس‏,‏ في حوار بجامعة كولومبيا بشأن آرائه المتعلقة بالهولوكوست وازالة اسرائيل من خريطة العالم‏,‏ وفي خطابه الذي سبقه مشادة كلامية‏,‏ انتقد نجاد ما اعتبره استقبالا غير ودي من جانب رئيس الجامعة‏,‏ قائلا انه في بلده لانعتقد انه من الضروري ان يأتي شخص ما قبل تقديم الخطاب‏,‏ لعرض سلسلة من الشكاوي‏.‏

وقد أثارت تحفظات نجاد علي ماجاء في الكلمة التي ألقاها رئيس جامعة كولومبيا لي بولينجر لتقديم الرئيس الايراني ترحيبا من جانب معظم الحضور الذين وصل عددهم الي نحو‏600‏ شخص‏.‏

وكان بولينجر قد بدأ كلمته بانتقاد الحكومة الايرانية ازاء ما اعتبره انتهاكات بشأن حقوق الانسان‏,‏ وتقييد حرية الصحافة‏,‏ واستهداف صحفيين وباحثين‏,‏ من بنيهم عدد من الأمريكيين ذوي الأصول الايرانية‏,‏ ووجه رئيس الجامعة حديثه للرئيس الايراني قائلا‏:‏ سيادة الرئيس انك تحمل كل الاشارات التي يمكن ان يتصف بها اي ديكتاتور دموي ضيق الأفق‏.‏ ورد عليه نجاد بقوله إلي إن ايران بلد مسالم وكان ضحية للإرهاب الرئيس الإيراني أن يكون طلبه زيارة موقع انهيار برجي التجارة العالمية لوضع إكليل من الزهور يمثل إهانة للشعب الأمريكي‏,‏ بل علي العكس فإنه سيعني احترامه الشعب الأمريكي‏.‏

ومن جانبها اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ان زيارة نجاد موقع برجي التجارة كانت ستكون مهزلة في حالة إتمامها‏,‏ وقالت لقناة سي‏.‏ان‏.‏بي‏.‏سي التليفزيونية‏:‏ أعتقد انها كانت ستكون حركة زائفة‏,‏ إنه شخص يتولي رئاسة دولة هي علي الأرجح أكبر دولة راعية للإرهاب‏.‏

كما انتقدت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني مشاركة نجاد في أعمال الجمعية العامة معتبرة أن إيران في ظل قيادته يجب ان تطرد من المنظمة الدولية‏.‏

وفي غضون ذلك‏,‏ ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أمس أن وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ستشارك في المظاهرات ضد نجاد أمام مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة التي نظمتها مجموعات يهودية‏.‏ فيما وصف بأنه تصرف نادر ما يصدر من دبلوماسي علي هذا المستوي‏.‏