أزمة الحجاب تهدد بصدام جديد بين الإسلاميين والعلمانيين الأتر

أزمة الحجاب تهدد بصدام جديد بين الإسلاميين والعلمانيين الأتراك
المعارضة التركية تتهم حزب العدالة بوضع بصمة إسلامية علي تعديلات الدستور الجديد

أجمعت مصادر سياسية وإعلامية في تركيا علي أن أزمة الحجاب علي وشك الانفجار في ضوء تمسك فريق واسع من حزب العدالة الحاكم علي ضرورة تضمين الدستور المدني الجديد مادة تتعلق برفع حظر ارتداء الحجاب في الجامعات ليتجدد الصدام بين الإسلاميين والعلمانيين‏.‏

واتهمت المعارضة العلمانية حكومة حزب العدالة بمحاولة وضع بصمة إسلامية علي التعديلات الدستورية التي تبحثها الحكومة حاليا‏.‏ ووفقا لمشروع الدستور الجديد سيرفع الحظر المفروض علي ارتداء الحجاب في الجامعات وفي حالة الموافقة عليه من قبل رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء سيتسبب في مشاكل كبيرة لحزب العدالة علي يد الجيش والعلمانيين‏.‏ وتنص المادة الخاصة بالحجاب في مسودة الدستور الجديد علي أنه لايحق حرمان أحد من التعليم العالي بسبب الملابس التي يرتديها فيما تنص المادة الموجودة في الدستور الحالي علي أنه لايحق للنساء اللواتي يرتدين الحجاب دخول مؤسسات التعليم العالي‏.‏

وذكرت صحيفة ميلليت أن جميع الأطراف تتوقع بأن يصادق المكتب التنفيذي لحزب العدالة في اجتماعه اليوم علي تعديل المادة الدستورية القيافة والملبس برفع الحظر عن ارتداء الحجاب في الجامعات‏.‏ غير أن الصحيفة أشارت إلي أن عبد الله جول رئيس الجمهورية طالب أمس بإعداد دستور مدني حضاري علي ألا يتنازل عن المبادئ الأساسية لتأسيس الجمهورية التركية وأنه من الخطأ إعداد دستور يمثل أفكار الحزب الحاكم وبحا لتحقيق ذلك فأنه سيدفع البلاد لتشكيل أقطاب مختلفة‏.‏

وفي السياق ذاته‏,‏ صرح جميل تششيك نائب رئيس الوزراء والمتحدث باسم الحكومة عن أن الدستور الجديد ليس لحزب العدالة أو للذين صوتوا لصالح حزب العدالة في الانتخابات الأخيرة وإنما لجميع الأطياف التركية ونحن ننتظر مساهمة جميع الأطراف في الدستور الجديد حتي يكون لائقا بمكان تركيا المتقدمة للعضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي‏.‏

من جانبها‏,‏ ذكرت صحيفة جمهوديت أن حزب العدالة والتنمية سيطلع الاتحاد الأوروبي علي مشروع الدستور قبل طرحه لنقاش في تركيا‏.‏

وأشارت إلي مشروع الدستور سيناقش في اجتماع للترويكا الأوروبية ـ التركية في اليوم‏.‏ كما يلتقي نائب رئيس حزب العدالة والتنمية ورئيس لجنة مراجعة الدستور دنجيرمير محمد مع سفراء الاتحاد الأوروبي في أنقرة علي مأدبة إفطارغدا‏.‏ يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه الرئيسة المناوبة للجنة البرلمانية المشتركة القائمة بين تركيا والاتحاد الأوروبي ريناتي سومر عن قناعتها بتواجد الإسلام السياسي في تركيا‏,‏ مشيرة إلي أن الحجاب رمز سياسي‏.‏ ووصفت سومر حكومة أردوغان بالإسلامية المتشددة‏,‏ كما أعربت عن قلقها من انتخاب جول رئيسا للبلاد‏.‏

وكشفت الصحيفة حريت أن جول اصطحب زوجته في أول زيارة له خارج تركيا حيث يزور الشطر الشمالي من قبرص بعد أن حجبها عن الأنظار منذ توليه الرئاسة‏.‏