في صورة قاتمة للأمن الدولي رسمها المعهد الدولي

حذر تقرير للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن من أن تنظيم القاعدة قد أحيا نفسه واستعاد عافيته وبسط نفوذه في مختلف انحاء العالم‏,‏ بشكل جعله قادرا الآن علي شن ضربة مذهلة تشبه اعتداءات‏11‏ سبتمبر‏2001‏ علي الولايات المتحدة‏.‏

ونشرت صحيفة الجارديان البريطانية هذا التقرير الهام تحت عنوان القاعدة أحيت نفسها‏,‏ وانتشرت‏,‏ وهي قادرة علي توجيه ضربة مذهلة ونقلت الصحيفة عن التقرير تأكيده أن القاعدة أثبتت خلال الفترة الماضية أنها قادرة علي التأقلم والتحمل‏,‏ وقادرة علي التخطيط والتنسيق لهجمات علي نطاق واسع في العالم الغربي‏,‏ رغم ماتعرض له التنظيم علي مدي الأعوام الأخيرة‏.‏

وأضاف التقرير أن تهديد الإرهاب الإسلامي لايزال مرتفعا بقدر ماكان عليه في الماضي‏,‏ ويبدو انه سوف يزداد سوءا مع الوقت‏.‏ كما شدد علي فشل الولايات المتحدة وحلفائها في توجيه ضربة قاضية للقاعدة‏,‏ مشيرا إلي أنه يبدو أن أفكار القاعدة قد تغلغلت لدرجة أنها تحتاج الي عقود لاستئصالها‏.‏

وأرفقت الجارديان الموضوع بصورة كبيرة لشخص فلبيني يرتدي قميصا طبعت عليه صورة أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة‏.‏ كما نشرت خريطة للعالم حددت عليها باللون الأحمر الدول التي تنشط بها جماعات علي صلة بتنظيم القاعدة او معسكرات تدريب‏,‏ شملت دول المغرب والجزائر وتونس ومالي والصومال وجنوب أفريقيا والسعودية والعراق وإيران وباكستان والفلبين واندونيسيا كما حددت الدول التي شهدت انشطة إرهابية كبيرة العام الماضي باللون البرتقالي‏.‏

وأكد نايجل انكستر المدير السابق للعمليات بوكالة المخابرات الخارجية ببريطانيا إم‏.‏ آي‏6‏ ـ الذي أشرف علي الجزء الخاص بالقاعدة في التقرير ـ أن التكتيكات والخطط المتبعة في الحرب علي الإرهاب أثبتت عدم فاعليتها‏.‏ والخلاصة أنه علي مدي‏6‏ أعوام فشلت الولايات المتحدة وحلفاؤها في وضع حد للتهديدات الإرهابية المتنامية حول العالم‏.‏

وأضاف أنه علي الرغم من صعوبة تنفيذ القاعدة لهجمات بنفس حجم اعتداءات‏11‏ سبتمبر‏,‏ إلا أن التنظيم مازال لديه الطموح والقدرة إلي حد كبير لتنفيذ اعتداء مذهل ومروع‏.‏

وأضاف أنه علي الرغم من تأكيد قادة القاعدة أن هجمات‏11‏ سبتمبر كانت خطأ تكتيكيا‏,‏ لأنها أدت إلي القضاء علي قاعدتهم في أفغانستان وأضرت بأنصارهم من حركة طالبان الأفغانية‏,‏ إلا أن التنظيم مازال مصرا علي تنفيذ اعتداءات إرهابية قوية علي أهداف غربية‏.‏ وكرس جهوده علي مدي الفترة الماضية لتجنيد شباب المسلمين‏.‏

ووفقا للتقرير تنظيم القاعدة نجح في تجنيد جماعات صغيرة من المجاهدين الذين أدوا بالفعل اليمين الرسمية للولاء للقاعدة‏,‏ في حين أن الخطط الإرهابية التي تم الكشف عنها في أوروبا وكندا والخليج العربي وشمال أفريقيا تشير إلي الجهود المتزايدة لبسط نفوذ التنظيم في العالم الإسلامي‏.‏

وأكد التقرير أن التحدي الرئيسي الذي تواجهه الحكومات الغربية والإسلامية علي حد سواء هو مواجهة الفكر المتطرف الذي يفسح الطريق أمام انتشار وتغلغل الإرهاب الذي يمثله تنظيم القاعدة‏.‏ ولابد لهم أيضا من معالجة وجهة النظر التي يتبناها بعض المسلمين الذين يعتبرون أنفسهم ضحية عنف جهات غير إسلامية‏.‏

والجدير بالذكر أن التقرير استند إلي حد كبير إلي احصاءات قدمتها المخابرات البريطانية‏,‏ التي أشارت إلي أن هناك نحو‏2000‏ شخص متورط في‏30‏ خطة إرهابية‏.‏ وكان المسئولون البريطانيون قد حذروا في بداية العام الحالي من أن القاعدة بدأت في حشد قواتها وأن بريطانيا هي هدفها الرئيسي‏.‏