رئيس وزراء اليابان يعلن استقالته من منصبه بسبب فضائح الفساد

بعد أقل من عام علي توليه السلطة
رئيس وزراء اليابان يعلن استقالته من منصبه بسبب فضائح الفساد
مسئول حكومي‏:‏ آبي كان في صراع مع المرض‏
والحزب الحاكم يختار خليفته يوم‏19‏ سبتمبر الحالي

بعد أقل من عام علي توليه السلطة‏,‏ استقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي من منصبه‏,‏ بعد سلسلة من الفضائح المتورط فيها عدد من الوزراء وكبار مسئولي الحكومة‏,‏ مما أدي إلي انخفاض شعبيته إلي أدني مستوياتها‏,‏ والخسارة الساحقة للحزب الحاكم في الانتخابات العامة في يوليو الماضي‏,‏ بالإضافة إلي عرقلة تنفيذ أجندته الإصلاحية بسبب الخلافات مع المعارضة حول عدة قوانين‏,‏ في مقدمتها مكافحة الإرهاب‏.‏

وأعلن آبي ـ الذي بدا متأثرا ـ في مؤتمر صحفي‏,‏ أنه قرر الاستقالة من منصب رئيس الوزراء‏,‏ وأن الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم يجب أن يتقدم تحت قيادة جديدة‏.‏

وأضاف أنه أمر الحزب الديمقراطي الليبرالي باختيار خليفة له في أسرع وقت ممكن‏,‏ مشيرا إلي أن شعب اليابان بحاجة إلي زعيم جديد يمكن له دعمه‏,‏ وذلك بعد أن أكدت عدة تقارير أن شعبية رئيس الوزراء انخفضت إلي نحو‏30%‏ فقط‏.‏

وأكد رئيس الوزراء المستقيل أنه واجه صعوبة في تطبيق الإصلاحات التي وعد بها‏,‏ غير أنه شدد علي أن الحرب علي الإرهاب ستستمر تحت قيادة رئيس الوزراء الجديد‏,‏ مهما كانت هويته‏.‏

وذكر آبي أنه بذل أقصي جهوده لتنفيذ قناعته بأنه يجب عدم وقف الإصلاحات‏,‏ لكن لسوء الحظ‏,‏ فإن الحزب الحاكم لا يستطيع إجراء محادثات مع حزب المعارضة بسبب وجوده كرئيس للوزراء‏.‏

وكان آبي أصغر رئيس وزراء ياباني في العصر الحديث‏,‏ حيث يبلغ من العمر‏52‏ عاما‏,‏ كما أنه أول رئيس وزراء يولد بعد الحرب العالمية الثانية‏.‏

وتعهد آبي المحافظ لدي توليه السلطة قبل عام باستعادة كبرياء الأمة‏,‏ وإعادة كتابة الدستور السلمي لليابان‏.‏

لكن سلسلة فضائح الفساد التي أدت إلي استقالة أربعة وزراء وانتحار خامس‏,‏ قد أدت إلي خسارة الحزب الديمقراطي الليبرالي الأغلبية في مجلس المستشارين للمرة الأولي في تاريخه خلال انتخابات يوليو الماضي‏.‏

واعترف أبي بعد ذلك بأن المعارضة المتمردة ضده جعلت من المستحيل عليه القيام بمهام منصبه‏,‏ كما فشل في إقناع المعارضة بالتخلي عن معارضتها لتمديد مهمة القوات اليابانية في أفغانستان‏,‏ وتعهد خصومه بمحاربة أجندته الإصلاحية بقوة‏.‏

وفي الوقت نفسه‏,‏ ذكرت هيئة الإذاعة اليابانية العامة ووسائل الإعلام الأخري أمس‏,‏ أن الحزب الحاكم سيختار خليفته لرئيس الوزراء المستقيل يوم‏19‏ سبتمبر الحالي‏.‏

وسيتم اختيار خليفة آبي خلال انتخابات علي رئاسة الحزب الديمقراطي الليبرالي‏,‏ ويعتبر تارو أسوآ سكرتير عام الحزب ووزير الخارجية السابق‏,‏ المعروف بوجهات نظره المحافظة والحادة‏,‏ المرشح المحتمل لخلافة آبي الذي تدخل استقالته حيز التنفيذ بمجرد اختيار خليفة له‏.‏

وفي وقت لاحق‏,‏ أعلن كاورو يوسانو‏,‏ سكرتير مجلس الوزراء‏,‏ أن آبي كان في صراع مع المرض‏,‏ وأنه كان يعاني من ألم حاد‏.‏ وأضاف أنهم كانوا قلقين لأن آبي كان يفحص دائما مدي تحمل صحته لجدول الأعمال الصعب‏,‏ وضغط منصب رئاسة الوزراء‏,‏ لكن يوسانو رفض الإدلاء بمزيد من التفاصيل‏,‏ قائلا إنها مسألة صحة خاصة‏.‏

ومن ناحية أخري‏,‏ أشادت الصين برئيس الوزراء الياباني المستقيل‏,‏ لمساعدته علي تحسين العلاقات بين البلدين‏,‏ لكنها توقعت استمرار تحسن العلاقات بينهما‏.‏

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية ـ في بيان علي موقع الوزارة علي الإنترنت ـ إنه خلال السنوات الأخيرة وبفضل الجهود المشتركة مع حومتي الصين واليابان‏,‏ تحسنت العلاقات بوضوح بين البلدين‏.‏ وأضاف أن آبي لعب دورا بناء ونشطا في هذا الإطار‏.‏