في أول جولة من المواجهات بين البيت الأبيض والكونجرس

في أول جولة من المواجهات بين البيت الأبيض والكونجرس حول السياسة الأمريكية المستقبلية تجاه العراق‏,‏ طالب الجنرال ديفيد بترايوس‏,‏ قائد القوات الأمريكية في العراق‏,‏ وريان كروكر‏,‏ السفير الأمريكي لدي بغداد‏,‏ بضرورة عدم إجراء خفض كبير في عدد القوات الأمريكية في العراق حتي مارس عام‏2008,‏ وفي الوقت نفسه‏,‏ دافع نوري المالكي‏,‏ رئيس الوزراء العراقي‏,‏ باستماتة عن أداء حكومته والوجود الأمريكي علي الأراضي العراقية‏.‏

وحذر بترايوس وكروكر ـ في أولي جلسات الكونجرس التي ستستمر يومين لبحث استراتيجية الرئيس الأمريكي جورج بوش ـ من أن أي انسحاب ضخم للقوات الأمريكية‏,‏ قد يلحق الضرر بالتقدم الذي أحرز منذ زيادة عدد القوات إلي‏30‏ ألف جندي بداية العام الحالي‏.‏

وأضافا ـ في شهادتهما أمام جلسة مشتركة للجنتي القوات المسلحة والعلاقات الخارجية ـ أن استراتيجية بوش الجديدة التي أعلن عنها في يناير الماضي وتضمنت زيادة عدد القوات إلي‏28‏ ألف جندي‏,‏ أدت إلي خفض معدل العنف الطائفي ويجب تمديدها‏.‏

ويواجه بترايوس وكروكر خلال اليومين المقبلين حربا شرسة من الديمقراطيين‏,‏ حيث يتعين عليهما الرد علي سيل من أسئلتهم حول موعد سحب القوات الأمريكية من العراق‏,‏ ووضع نهاية للحرب‏,‏ بعدما قتل أكثر من‏3700‏ جندي أمريكي وعشرات الآلاف من العراقيين‏,‏ بينما بلغت تكاليف الحرب‏500‏ مليار دولار‏.‏

وعشية إدلاء بترايوس وكروكر بشهادتهما أمام الكونجرس‏,‏ اتهم الحزب الجمهوري الديمقراطيين باعتماد استراتيجية علاقات عامة جديدة يائسة لتقويض جهود بترايوس‏,‏ وظهور بترايوس أمام الكونجرس هو الأهم منذ أن عرض الجنرال وليام ويستمولاند تقييما لحرب فيتنام علي الكونجرس عام‏1967.‏

واعتبر السيناتور الديمقراطي جون كيري ـ في حديث لشبكة‏(‏ إيه‏.‏ بي‏.‏ سي‏)‏ الإخبارية الأمريكية ـ أن الدعوات للبقاء في العراق تشبه طريقة التفكير نفسها التي أبقتنا عالقين في فيتنام‏,‏ واصفا المهمة في العراق بأنها كارثية‏.‏

وقال السيناتور الديمقراطي جوزف بيدن‏,‏ المرشح لانتخابات الرئاسة‏,‏ في تصريحات صحفية‏,‏ إن بوش يقحم القوات الأمريكية في حرب أهلية‏.‏

ويمكن أن يكون تقييم بترايوس نقطة تحول في الصراع‏,‏ ويعتبر مهما لأي قرارات يتخذها بوش بشأن مستويات القوات‏,‏ في الوقت الذي يواجه مطالب من الديمقراطيين وبعض كبار أعضاء الحزب الجمهوري‏,‏ بأن تبدأ القوات الأمريكية في الانسحاب من العراق‏.‏

ومن جانبها‏,‏ ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن بترايوس أبلغ بوش بأنه يمكن سحب نحو‏4‏ آلاف جندي من العراق ابتداء من منتصف ديسمبر المقبل‏..‏ وينتشر حاليا‏168‏ ألف جندي أمريكي في العراق‏.‏

وأضافت الصحيفة أن بترايوس يرغب في الانتظار حتي مارس المقبل قبل اتخاذ قرار حول سحب ما يتبقي من الجنود الإضافيين‏,‏ والعودة إلي المستوي السابق للقوات‏,‏ وهو‏130‏ الف جندي‏.‏

ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري قوله إن بترايوس قدم توصية حول وتيرة إنهاء خدمة القوات الإضافية في العراق‏,‏ وسيشرح للكونجرس توصياته حول موعد بدء سحب القوات‏.‏ وأضاف المصدر أن بترايوس أكد أن التوصيات حول خفض عدد القوات إلي ما دون مستواها قبل إرسال الجنود الإضافيين‏,‏ سيكون سابقا لأوانه في هذا الوقت‏,‏ وأي توصيات حول مثل هذه التغيرات يجب أن تنتظر حتي مارس‏2008.‏

ويبقي الديمقراطيون مرتبطين بقرارات بوش‏,‏ الذي سيقدم تقريرا إلي الكونجرس حول الوضع في العراق قبل بداية الأسبوع المقبل‏,‏ وسيلقي خطابا موجها إلي الأمريكيين في هذا الشأن الخميس المقبل‏.‏

وقبل ساعات من تقرير بترايوس ـ كروكر‏,‏ أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن حكومته حالت دون انزلاق العراق إلي هاوية حرب أهلية‏,‏ وتعهد المالكي ـ في كلمة ألقاها أمام البرلمان ـ بالالتزام بتحقيق المصالحة بين الشيعة والسنة‏.‏

وأكد أن مستوي العنف انخفض بنسبة‏75%‏ في بغداد ومحافظة الأنبار‏,‏ منذ انطلاق الخطة الأمنية في‏14‏ فبراير الماضي‏.‏

وقال إن أكثر من‏14‏ ألف مسلح انشقوا عن تنظيم القاعدة‏,‏ وأصبحوا يتدربون في معسكرات أمنية عراقية تمهيدا للانضمام للجيش والشرطة العراقية‏.‏

وأكد أن نحو‏28‏ ألفا من أبناء العشائر تطوعوا حتي الآن لمحاربة القاعدة‏.‏
وعلي الصعيد الأمني‏,‏ لقي‏20‏ عراقيا مصرعهم وأصيب‏70‏ آخرون في هجمات وانفجار سيارة ملغومة في أماكن متفرقة من العراق‏.‏

وأعلن الجيش الأمريكي مقتل اثنين من جنوده في هجمات متفرقة‏,‏ كما لقي‏12‏ مسلحا ينتمون للقاعدة مصرعهم وأصيب‏3‏ جنود أمريكيين في اشتباكات جرت أمس بالقرب من سامراء‏,‏ وعثرت الشرطة العراقية علي‏12‏ جثة مجهولة الهوية في مناطق متفرقة في بغداد‏.‏