رشاوي أمريكية لزعماء القبائل من أجل مواجهة القاعدة

رشاوي أمريكية لزعماء القبائل من أجل مواجهة القاعدة
المالكي يحذر من امتداد الإرهاب إلي دول المغرب العربي
تقرير للكونجرس يدعو للانسحاب خلال ‏5‏ سنوات
وخلافات بين بيتريوس وفالون حول زيادة القوات

حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من مخاطر توسع العمليات الإرهابية إلي أراضيها‏,‏ مؤكدا ضرورة التوصل إلي عمل مشترك بوقف تمدد الإرهاب الذي بدأ ينتشر من العراق إلي دول المغرب العربي والشرق الأوسط‏.‏

وقال المالكي في بداية المؤتمر الثاني لدول الجوار العراقي المنعقد في بغداد إن حكومته مصممة علي إعادة الأوضاع علي طبيعتها في العراق‏,‏ مشيرا إلي أن بلاده يمكن أن تكون قاعدة للأصدقاء والفرقاء في إشارة إلي الولايات المتحدة وإيران‏.‏ وأضاف المالكي أن الهدف من المؤتمر يتمثل في تعزيز وتطوير العلاقات بين دول الجوار العراقي وإيجاد الوسائل التي تحقق مشاركة فعالة في القضاء علي معوقات المشروع السياسي العراقي‏.‏ وشدد علي ضرورة أن يرفع من أطلق عليهم المتدخلين في الشئون العراقية أيديهم عن العراق ليعيش في أمان واستقرار‏.‏

ودعا المؤتمر إلي تفعيل نشاط لجانه الثلاث المختصة بالأمن والطاقة واللاجئين وبلورة توصياتها إلي واقع عملي‏.‏

وشارك في المؤتمر وفد مصري متمثل في مساعد وزير الخارجية للشئون العربية والشرق الأوسط محمد بدر الدين زيدان والمستشار خالد الصدر وسكرتير اول وزير الخارجية المصرية حسام الياس وفي إطار تأمين المؤتمر‏,‏ فرضت السلطات العراقية حظرا مفاجئا للتجوال في معظم أجزاء العاصمة العراقية‏,‏ الأمر الذي عطل معظم الدوائر الحكومية‏.‏ وفي غضون ذلك‏,‏ أوصي تقرير أعدته لجنة من الخبراء تضم مجموعة من السياسيين والدبلوماسيين ومحللي المخابرات السابقين في واشنطن بتخفيض حجم القوات الأمريكية في العراق بنسبة‏50%‏ خلال الأعوام الثلاثة المقبلة وبانسحاب كامل للقوات وتسليم المهام الأمنية للقوات العراقية في غضون خمسة أعوام‏.‏ وقال التقرير الذي أصدره المعهد الأمريكي للسلام وهو مؤسسة بحثية مستقلة أنشأها ويمولها الكونجرس إن الولايات المتحدة تواجه الكثير من التحديات حول العالم إلي الحد الذي لايمكنها معه مواصلة المستوي الحالي من الجهد في العراق‏.‏

ودعا التقرير الذي يحمل عنوان‏(‏ العراق أوان التغيير‏)‏ الأمم المتحدة إلي بدء مفاوضات مكثفة علي الفور بين السياسيين العراقيين لاتنتهي إلا باتفاقيات حاسمة حول تقاسم السلطة والعائدات النفطية وتعديل الدستور والانتخابات المحلية وتخفيض الحظر المفروض علي مشاركة البعثيين السابقين في الحياة السياسية ومستقبل كركوك‏.‏ وهاجم التقرير جيران العراق لفشلهم في المساعدة علي إعادة الاستقرار إليه‏,‏ إلا أنه انتقد أيضا الإدارة الأمريكية التي أكد أنها خسرت ثقة الحلفاء الأساسيين في المنطقة بسبب العراق‏.‏

وفي غضون ذلك‏,‏ جدد الرئيس الأمريكي جورج بوش تصميمه علي المضي قدما في جهوده لتحقيق الاستقرار في العراق وذلك في إشارة إلي عدم احتمال تغيير في استراتيجيته عندما يسلم تقريرا للكونجرس في نهاية الأسبوع الحالي حول العراق‏.‏ وقبل يوم واحد من تقرير ديفيد بيتريوس قائد القوات الأمريكية المرتقب إلي الكونجرس‏,‏ كشفت مصادر صحفية بريطانية النقاب عن أن القوات الأمريكية تقدم ما وصفت برشاوي مالية لزعماء القبائل مقابل مساعدتها علي قتال مسلحي القاعدة وطردهم من مواقعهم‏.‏

وذكرت صحيفة صنداي تايمز البريطانية أن الأسلوب السابق ساعد علي نجاح القوات الأمريكية في تحقيق بعض الأمن والنظام في المحافظات المضطربة حول العاصمة بغداد‏.‏

وكشفت الصحيفة عن أن مراسلها في بغداد حضر لقاء حصل خلاله أحد زعماء القبائل من قادة أمريكيين علي‏38‏ ألف دولار أمريكي مع وعد بالحصول خلال ثلاثة أشهر علي‏189‏ ألف دولار لدعم مقاتليه علي طرد مقاتلي تنظيم القاعدة من أحد معسكراته في منطقته‏.‏ وفي الوقت نفسه كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الجنرال بيتريوس لايتفق مع رئيسه المباشر الادميرال وليام فالون قائد القيادة المركزية الأمريكية بشأن استراتيجية زيادة عدد القوات في العراق‏.‏

وأوضحت الصحيفة أن فالون وضع خطة تهدف إلي تقليص القوات الأمريكية في العراق بشكل ملحوظ بينما يري بيتريوس أن القوات الإضافية يجب أن تبقي لضمان تحسن الوضع الأمني في العراق‏.‏

ومن جانبه اعتبر علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية أنه لا يزال من المبكر جدا وضع جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية من العراق حيث لا تزال الحكومة بحاجة إلي دعم التحالف الدولي‏.‏

كما أكد الدباغ أن الحكومة العراقية فصلت أكثر من‏14‏ ألف موظف بوزارة الداخلية لعدم احترامهم حقوق الإنسان‏.‏

كماأعلن الجيش الأمريكي أن قواته قتلت العقل المدبر لهجمات بشاحنات ملغومة استهدفت الطائفة اليزيدية وهي من الأقليات في العراق الشهر الماضي‏.‏