السلطات الأمريكية تجمع معلومات شديدة الخصوصية

السلطات الأمريكية تجمع معلومات شديدة الخصوصية عن المسافرين بالطائرات
جماعات حقوقية تنتقد الإجراءات وتتهم إدارة بوش بإقامة دولة بوليسية

ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أمس أن الإدارة الأمريكية تجمع الملايين من المعلومات التفصيلية حول عادات السفر الي الخارج لدي ملايين من المواطنين الأمريكيين في انتهاك جديد لحقوقهم المدنية‏,‏ وأوضحت أن الإدارة تعتزم الاحتفاظ بهذه المعلومات لمدة قد تصل لنحو‏15‏ عاما في الملفات الإليكترونية بوزارة الأمن الداخلي‏.‏

ونقلت الصحيفة عن وثائق لمنظمات معنية بالدفاع عن الحقوق المدنية وتصريحات لمسئولين حكوميين رفضوا الكشف عن أسمائهم أن هذه الملفات التي تحتفظ بها الإدارة تضم معلومات شديدة الخصوصية عن المواطنين في انتهاك للبند الأول من الدستور الأمريكي‏,‏ مثل معلومات عن الأشياء التي يأخذونها معهم في الطائرة أو عند التنقل‏,‏ وعن مرافقي السفر‏,‏ والأشخاص الذين يقيم الأمريكيون لديهم‏,‏ والمقتنيات التي يعودون بها من السفر بما فيها الكتب التي يجلبونها معهم‏.‏ وفي محاولة لمواجهة الغضب الذي أثارته الجماعات المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان حتي أن أحدهم أكد للصحيفة أن الإدارة تسعي الي إقامة دولة بوليسية‏,‏ أوضح عدد من المسئولين الأمريكيين أن الغرض من الاحتفاظ بهذه المعلومات الشخصية هو إخضاعها للتحليل في وزارة الأمن الداخلي لمساعدة المسئولين عن تأمين الحدود في تحديد الإرهابيين المحتملين والتفريق بينهم وبين المسافرين الأبرياء‏.‏ وعلي صعيد متصل‏,‏ كشف تقرير مكتب المحاسبة الأمريكي أمس عن أن إدارة الرئيس الجمهوري جورج بوش تقبل الآلاف من المهاجرين القادمين من دول تصنفها علي أنها دول راعية للإرهاب سنويا بموجب برنامج تأشيرة التنوع الذي يطبق قيودا
قليلة نسبيا علي الهجرة‏.‏ يذكر أن برنامج تأشيرة التنوع كان قد أنشيء بموجب قانون الهجرة عام‏1990‏ ويوفر مايصل الي‏55‏ ألف تأشيرة هجرة سنويا لأشخاص من دول ذات معدلات هجرة منخفضة نسبيا للولايات المتحدة‏,‏ وسمح هذا البرنامج لأكثر من نصف مليون مهاجر من أفريقيا وأوروبا الشرقية وآسيا بالحصول علي إقامة دائمة‏.‏ وأوضح التقرير أن المفتش العام بوزارة الخارجية الأمريكية حذر عام‏2003‏ من أن برنامج تأشيرة التنوع يشكل خطرا كبيرا علي الأمن القومي الأمريكي وأوصي بضرورة إغلاقه أمام الأشخاص القادمين من دول مدرجة علي القائمة الأمريكية للدول التي ترعي الإرهاب‏.‏

وأكد أنه بعد أربع سنوات من هذا التحذير مازال البرنامج مفتوحا أمام الأشخاص القادمين من تلك الدول والأسوأ أنه لايوجد أي معلومات عنهم عقب دخولهم الأراضي الأمريكية‏.‏