علاج السلبيات ضرورة لتطوير مجلس حقوق الانسان

كمال ابوالمجد‏:‏
علاج السلبيات ضرورة لتطوير مجلس حقوق الانسان

حقوق الانسان مصونة في الإسلام‏,‏ وكانت مبادئه السامية من بين المقومات الأساسية التي أخذت بها المواثيق الدولية التي أقرتها الأمم المتحدة لاتفاق جميع الديانات السماوية عليها‏,‏ ومجلس حقوق الانسان يحتاج الآن أكثر من أي وقت مضي للتغيير والتطوير في أوضاعه الداخلية ونظام عمله وقانونه لعلاج السلبيات التي يعاني منها‏,‏ هذا ما أكده الدكتور كمال أبو المجد نائب رئيس المجلس والمفكر الاسلامي وعضو المجلس الأعلي للشئون الاسلامية‏,‏ في شرح رؤيته للواقع الحالي للمجلس‏.‏
‏
*‏ لماذا التأخر في الاهتمام بتطوير أداء المجلس القومي لحقوق الانسان برغم مرور نحو‏4‏ سنوات علي بداية عمله؟
‏**‏ مشاكل البدايات كثيرة واستغرقنا وقتا في تنظيم عمله لكنه لم يأتي علي المستوي الذي يتمناه الجميع من الخبراء والقانونيين والحقوقيين وأجرينا أول تقييم له في نهاية دورته الاولي منذ نحو عام بعد الانتقادات المستمرة التي وجهت له وكلها انتقادات موضوعية وصحيحة نقدرها ونحترمها ونضعها في اعتبارنا عند تطويره‏.‏
‏
*‏ هل تطوير المجلس سيتم بمقترحات يتقدم بها أعضاؤه وحدهم أم سيحتاج الي توسيع دائرة الحوار ليضم عددا من المتخصصين والمهتمين؟
‏**‏ المجلس به قصور في آليات عمله وكذلك طريقة تعامله مع الأجهزة الحكومية تكون لعدم رغبتها في التعاون معه كما أن طريقة تعاملها مع تقاريره وتوصياته مازالت أقل من المستوي المطلوب‏,‏ وفتحنا حوارا داخل الصالون الفكري لحقوق الانسان يحضره خبراء من خارج المجلس‏,‏ وهناك اتفاق عام بينهم علي ان المجلس يعاني من مشاكل داخلية وقصور في الاداء والنشاط والآليات لعمله‏,‏ وهي نفس المطالبة التي دعت اليها المنظمات الاهلية والصحافة والرأي العام والمواطنون من أصحاب الشكاوي اليومية‏.‏
‏
*‏ ما هو السبب وراء هذا التحول داخل المجلس لاجراء تغيير في قانون انشائه؟
‏**‏ اعترف بتأخر هذا الاجراء سواء في دورته الأولي أو بدورته الثانية التي مضي عليها‏8‏ أشهر‏,‏ والتغيير في قانون المجلس ولائحته الداخلية قد يحدث خلال هذه الدورة‏.‏ ونهتم به الآن علي أمل عدم استمرار نفس المشاكل التي يعاني منها‏,‏ ليكون للمجلس تأثير في أوضاع حقوق الانسان في المستقبل لأن المواطن والوطن في مصر يعاني من احتقان داخلي شديد بسبب اهدار حقوقه وعدم احترامها ومن لا يري هذه الحقيقة فهو أعمي ولا يري الخير لهذا الوطن‏.‏
‏
*‏ هل الصحافة وانتقاداتها للمجلس سبب مشاكله وإثارة قضية تطويره علي الساحة في مصر؟
‏**‏ نحترم حق الصحافة في نقد المجلس وتصحيح أية أوضاع تراها في حاجة لتقوية دوره لأنها شريك أساسي في التوعية بحقوق الانسان في المجتمع ولا يستطيع المجلس العمل بدونها‏,‏ ونقدر للأهرام وباقي الصحف المستقلة والحزبية والقومية دورها في التعريف بالمجلس ومساندته منذ بداية عمله‏,‏ ودور الصحافة كاشف للأوضاع‏,‏ وللصحفيين جميع الحقوق في مطالبة المجلس بالشفافية في عمله معها وتوفير المعلومات لها لتقوم بطرحها أمام الرأي العام‏,‏ وهو ما يتطلب اهتمام المجلس خلال المرحلة القادمة بتحسين آليات وطريقة تعامله مع الصحافة والصحفيين‏,‏ والمقترحات التي تقدم به الصحفيون في هذا الموضوع موضع دراسة وسيتم تحقيقها‏.‏
‏
*‏ لماذا لا يتعاون المجلس بصورة حقيقية مع الصحافة في نشر ثقافة حقوق الانسان؟
‏**‏ أنشأ المجلس وحدة جديدة لنشر هذه الثقافة بالمجتمع ويجب ان تقوم بدور مع الصحافة في هذا الشأن وتضعه ضمن أولويات عملها لان للصحافة دورا مؤثرا في توعية المواطنين بها‏.‏
‏
*‏ ما هو الاسلوب الأفضل للحفاظ علي حقوق الشباب في التدين؟
‏**‏ هناك أهمية لتغيير الشباب المسلم لأسلوب وطريقة تعامله اليومية والتحول الي أسلوب ومنهج الاسلام الايجابي المتفاعل مع مفردات العصر والتقدم‏,‏ الذي يحافظ علي ارتقاء وتطور الوطن بين الأمم والشعوب والتمتع ببهجة الحياة ومقوماتها بصورة متوازنة‏.‏

وأضاف أن التدين في الاسلام لا يعني لجوء الشباب الي الأسلوب السلبي والانسحابي في حياتهم‏,‏ وعدم الاستفادة من الدنيا والحياة والانغلاق علي القديم وتحولهم للنقد والتعصب والتراجع في علاقاتهم بالآخرين والمجتمع‏,‏ لأنه يساهم في تأخر الأمة والدولة ويخرجها من سباق التطور والتقدم الي التأخر والاعتماد علي الغير‏.‏