العراق يحذر من انسحاب القوات الأمريكية

أعلن موفق الربيعي‏,‏ مستشار الأمن القومي العراقي‏,‏ أمس أن حكومته تتوقع أن يتقلص احتياجها إلي قوات التحالف الأجنبية للقيام بعمليات قتالية مباشرة في المدي القريب‏,‏ بينما رحبت الحكومة والبرلمان العراقي بشهادتي الجنرال ديفيد بترايوس قائد الجيش الأمريكي ورايان كروكر‏,‏ السفير الأمريكي لدي العراق أمام الكونجرس الأمريكي أمس الأول‏.‏

وأوضح الربيعي ـ خلال مؤتمر صحفي ببغداد عقب شهادتي بتريوس وكروكر ـ أن العراق لايزال في حاجة لبقاء قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في البلاد‏,‏ حتي تصبح قوات الأمن العراقية أكثر اعتمادا علي نفسها‏.‏

وعبر الربيعي عن ترحيب بلاده بما قاله قائد الجيش الأمريكي والسفير الأمريكي أمام الكونجرس‏,‏ اللذان أفادا بأن القوات الأمريكية الإضافية تنجز مهمتها في العراق‏,‏ إلا أنهما حذرا من الانسحاب علي المستوي الواسع مبكرا‏.‏

وأشار مستشار الأمن القومي العراقي إلي أن سبعا من محافظات العراق استلمت الملف الأمني من القوات البريطانية والأمريكية والقوات متعددة الجنسيات‏,‏ وأصبحت تحت سيطرة القوات الأمنية العراقية‏,‏ وألمح إلي أهمية استمرار دعم قوات التحالف لبعض الوقت من أجل ضمان أمن واستقرار المنطقة‏.‏

يأتي ذلك في الوقت الذي يمثل فيه بترايوس أمام مجلس الشيوخ الأمريكي للمرة الثانية‏,‏ بحضور مرشحي انتخابات الرئاسة الأمريكية عام‏2008‏ السيناتور هيلاري كلينتون من الحزب الديمقراطي‏,‏ ومنافسها السيناتور الديمقراطي باراك أوباما‏,‏ والمرشح الجمهوري جون ماكين‏,‏ فيما يوافق الذكري السادسة لأحداث‏11‏ سبتمبر‏.‏

ومن جانبه‏,‏ أكد خالد العطية‏,‏ نائب رئيس البرلمان العراقي‏,‏ أن شهادتي بتريوس وكروكر كانتا إيجابيتين علي المستوي العام‏,‏ فضلا عن أنهما بنيا علي الحقائق الجارية علي أرض الواقع‏.‏

وأشار إلي أن ما قيل أمام الكونجرس أخذ في الاعتبار الصعوبات التي تواجهها الحكومة العراقية في سبيل نجاح عملية المصالحة الوطنية‏,‏ وضمان الأمن في البلاد‏.‏

وفي الوقت نفسه‏,‏ صرح هوشيار زيباري‏,‏ وزير الخارجية العراقية‏,‏ بأن حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي تؤيد الاستراتيجية الأمريكية الحالية في العراق‏.‏

وأضاف أن استراتيجية زيادة عدد القوات الأمريكية في البلاد أسفرت عن نتائج ملموسة في تحسين الأوضاع الأمنية‏,‏ في حين اعترف زيباري ببطء التقدم علي الصعيد السياسي من أجل تحقيق توافق بين القادة السياسيين في البلاد‏.‏

وعلي المستوي الشعبي‏,‏ أظهر تقرير أعدته وكالة أنباء رويترز انقسام العراقيين حول شهادتي بتريوس وكروكر‏,‏ ففي الوقت الذي رأي فيه البعض أن تقرير بتريوس جاء مقنعا ويعطي فرصة للقوات العراقية للسيطرة علي الأمن وفرض النظام‏,‏ أكد آخرون أن الاتجاه الأمريكي إلي خفض عدد القوات في العراق يعد بمثابة دعوة مفتوحة للميليشيات الشيعية والمتمردين السنة ومسلحي تنظيم القاعدة‏,‏ للانتظار قليلا قبل استئناف الهجمات‏,‏ ووصف آخرون التقرير بأنه جاء بعكس ما يجري علي أرض الواقع‏.‏

وعلي صعيد متصل‏,‏ أظهر استطلاع للرأي أجرته قناة‏(‏ إيه‏.‏ بي‏.‏ سي‏)‏ الأمريكية و‏(‏بي‏.‏ بي‏.‏ سي‏)‏ البريطانية و‏(‏إن‏.‏ إتش‏.‏ كيه‏)‏ اليابانية أمس الأول‏,‏ أن‏70%‏ من العراقيين يعتقدون أن الأوضاع الأمنية ساءت مع زيادة القوات الأمريكية‏,‏ وطالب‏47%‏ بانسحاب القوات الأمريكية والأجنبية فورا من بلادهم‏.‏

وأكد‏57%‏ أن الهجمات علي القوات الأجنبية يعد عملا مقبولا‏,‏ وعبر‏60%‏ عن رغبتهم في عراق موحد تحكمه سلطة مركزية موحدة‏.‏ وشارك في الاستطلاع‏2212‏ عراقيا من السنة والشيعة‏.‏

ومن جانبه‏,‏ اتهم أيهم السامرائي وزير الكهرباء العراقي الأسبق بتريوس وكروكر بمحاولة تجميل الأمور في العراق‏,‏ وأكد افتقار العراق إلي وجود مصالحة وطنية حقيقية‏,‏ بينما اعترض الوزير الأسبق ـ في تصريحات لقناة الجزيرة الفضائية ـ علي خفض القوات الأجنبية دون إيجاد حل سياسي حقيقي لمشكلات العراق‏.‏

في غضون ذلك‏,‏ توقع المحللون في لندن أمس أن يشكل تقرير بتريوس ضغوطا علي الحكومة البريطانية‏,‏ لتحديد معالم استراتيجية خروج قواتها من العراق‏.‏

وميدانيا‏,‏ أعلن الجيش الأمريكي أمس أنه قتل‏9‏ مسلحين واعتقل‏8‏ آخرين‏,‏ في هجوم جوي وبري علي مدينة الصدر الشيعية داخل بغداد‏,‏ واعتبر الجيش الأمريكي أنه لايزال يحترم إعلان الزعيم الشيعي مقتدي الصدر بوقف الهجمات‏,‏ إلا أنه سيتخذ الخطوات الضرورية من أجل التصدي لـ المجرمين‏,‏ الذين لا يحترمون تعهد الصدر‏,‏ علي حد ما جاء في البيان الأمريكي‏.‏

ومن ناحية أخري‏,‏ أعلنت الشرطة العراقية مقتل اثنين من المدنيين خلال الهجوم علي مدينة الصدر‏,‏ فضلا عن إصابة آخرين من بينهم طفلان‏