مقتل ثمانية بينهم مساعد للصدر ووزير مالية دولة العراق

مقتل ثمانية بينهم مساعد للصدر ووزير مالية دولة العراق الإسلامية
دراسة أمريكية تؤكد أن زيادة القوات
أدت لتسريع عمليات التطهير العرقي الطائفي في العراق
الديمقراطيون يتهمون بوش بالتلاعب في تقرير بيتريوس‏
وبدء مؤتمر دول الجوار بحضور مصر اليوم

كشفت دراسة أمريكية جديدة عن أن زيادة القوات الأمريكية في العراق خلال الفترة الماضية أدت إلي تسريع وتيرة الفصل الطائفي العرقي الجارية حاليا وزيادة أعداد المعتقلين في ظروف بالغة السوء‏.‏

وذكرت الدراسة أن الأرقام الرسمية العراقية التي تضمنها تقرير الهلال الأحمر العراقي مؤخرا تشير إلي أن عدد النازحين العراقيين في الداخل قد زاد إلي أكثر من الضعف من‏499‏ ألفا إلي‏1,1‏ مليون نازح منذ بدء نشر القوات الأمريكية الإضافية في فبراير الماضي‏.‏

ونقلت الدراسة عن صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير نشرته من العراق الأسبوع الماضي أن بعض المحافظات العراقية أصبحت ترفض استقبال أو تسجيل المزيد من النازحين إليها بسبب عدم قدرتها علي استيعاب المزيد‏,‏ وهو مايعني أن العدد المسجل من النازحين أقل كثيرا من عددهم الحقيقي‏.‏

وأوضحت الدراسة أن الأرقام المتوفرة تبين أن الغالبية العظمي من النازحين الفارين إما أن يكونوا من السنة الهاربين من مناطق ذات كثافة شيعية أو من الشيعة الذين كانوا يقيمون في مناطق أغلبيتها من السنة وهو مايعني أن عملية فصل طائفي منظمة للسكان تجري حاليا في العراق‏.‏

ونقلت الدراسة عن خبير أمريكي قوله إن النتيجة الواضحة لعملية الفصل الطائفي العرقي الجارية هي تفريغ وتصفية المناطق ذات التركيبة الدينية المختلطة في وسط العراق من خلال دفع الشيعة صوب مناطق تزداد فيها كثافتهم العددية في الجنوب ونقل السنة أو إجبارهم علي الرحيل إلي المناطق ذات الأغلبية السنية في الغرب والشمال‏.‏

ونقلت الدراسة فقرة من تقرير رسمي أصدرته المنظمة الدوليةللهجرة وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة جاء فيها أن معدل التهجير من بغداد وحدها وهي الجبهة الأساسية التي تتركز فيها العمليات العسكرية الأمريكية قد ازداد بنحو‏20%‏ منذ زيادة القوات‏,‏ وقالت إنه بينما كانت بغداد مقسمة سكانيا بين السنة والشيعة بنسب‏60%‏ إلي‏40%‏ لصالح السنة ارتفعت تلك النسبة بسبب الفصل الطائفي إلي‏80%‏ إلي‏20%‏ بسبب نزوح السنة إليها من الجنوب وفرار الشيعة منها إلي نفس الاتجاه‏.‏

ونقلت الدراسة عن سيد حقي مدير الهلال الأحمر العراقي قوله إن‏100‏ ألف عراقي يفرون من منازلهم شهريا منذ بدء زيادة القوات الأمريكية‏,‏ وهذا يعني حسب الدراسة أن حركة النزوح السكاني الداخلي تصاعدت منذ بداية وصول القوات الأمريكية الإضافية بصورة أكبر بكثير‏,‏ مما شهده العراق خلال ثلاثة عقود من الصراعات الدامية منها الحرب مع إيران في الثمانينيات‏,‏ والانتفاضة الكردية عامي‏87‏ و‏88‏ وحرب الخليج الأولي‏90‏ ـ‏91‏ والانتفاضة الكردية والشيعية الفاشلة في‏91‏ وحتي بعد بدء الغزو الأمريكي مباشرة عام‏2003.‏

وقال خبير أمريكي إن هذا التغيير الديموجرافي الجاري حاليا يصب لصالح فكرة تقسيم العراق إلي‏3‏ دويلات شيعية سنية كردية منفصلة حيث يجري تطهير كل منطقة من الطوائف أو الكتل العراقية المختلفة‏.‏

وأشارت الدراسة إلي نتائج استطلاع أجرته الأمم المتحدة بين النازحين قال فيه‏63%‏ منهم إنهم غادروا مناطقهم بسبب تهديدات مباشرة لحياتهم بينما قال‏25%‏ منهم إنهم أجبروا علي الرحيل أو طردوا من ديارهم‏.‏

وبالنسبة لعدد المعتقلين قالت الدراسة إن تقريرا صدر حديثا للجيش الأمريكي يوضح أن عدد المحتجزين لدي القوات الأمريكية أو القوات الأجنبية الأخري زاد بنسبة‏50%‏ منذ فبراير الماضي عندما بدأ الجيش الأمريكي إرسال القوات الإضافية‏.‏

وقالت الدراسة إن العدد وصل حاليا إلي‏24‏ ألف معتقل مقابل‏16‏ ألفا في فبراير الماضي‏,‏ وأن‏85‏ من هؤلاء المعتقلين من العرب السنة‏,‏ وأشارت إلي أنه خلافا لما تعلنه الإدارة الأمريكية من أن العمليات العسكرية الجارية ضدها هي من تنفيذ عناصر أجنبية‏,‏ فإن عدد المعتقلين غير العراقيين هو‏280‏ فقط معظمهم من مواطني دول صديقة للولايات المتحدة مثل مصر والسعودية والأردن‏.‏

وفي غضون ذلك‏,‏ أعرب ديفيد بيتريوس قائد القوات الأمريكية في العراق عن خيبة أمله إزاء عدم إحراز تقدم حيال تحقيق المصالحة السياسية في العراق‏.‏

يأتي ذلك في الوقت الذي اتهم فيه السيناتور الديمقراطي ديك ديربن ثاني أعلي مسئول في مجلس الشيوخ الأمريكي الإدارة الأمريكية بالتلاعب في تقرير العراق المتوقع صدوره خلال ثلاثة أيام عن بيتريوس والسفير الأمريكي في بغداد رايان كروكر‏.‏

وكشف ديربن أن الموظفين الذين يعملون علي جمع البيانات أكدوا له أنهم عندما يرسلون تقريرا غير مرض عن أشياء تحدث في بغداد يذكرهم رؤساؤهم أن ذلك غير مقبول وأن الحاجة تدعو لإرسال تقرير إيجابي فيتم إعادة كتابة التقرير مجددا للتنقيح‏.‏

وفي غضون ذلك‏,‏ عبر مكتب محاسبة الحكومة وهو هيئة مستقلة من الكونجرس عن شكوكه في حقيقة تراجع العنف في العراق‏.‏

وعلي الصعيد نفسه‏,‏ صرح الرئيس الأمريكي جورج بوش في خطابه الإذاعي الإسبوعي بأنه سيتحدث إلي الأمريكيين الأسبوع المقبل ليعرض لهم رؤيته الإستراتيجية المقبلة في العراق بعد أن يدلي بيتريوس وكروكر بشهادتيهما أمام الكونجرس‏..‏

وتحدث بوش عن التقدم الذي تحقق بفضل استراتيجيته والتغييرات الواضحة التي طرأت علي محافظة الأنبار التي زارها الإثنين الماضي‏.‏ وأكد مجددا ضرورة أن تفي الحكومة العراقية بالتزاماتها‏.‏

وعلي صعيد آخر‏,‏ يبدأ في العاصمة العراقية اليوم ـ وبحضور مصر ودول جوار العراق والدول الخمس دائمة العضوية والدول الصناعية الكبري والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي‏,‏ المؤتمر الدولي الثاني لدول الجوار الموسع‏.‏

ويناقش المؤتمر سبل دعم العراق في توفير الأمن وتحقيق المصالحة وغيرها من الملفات المتعلقة بالأوضاع في العراق‏.‏

وعلي الصعيد الميداني‏,‏ أعلنت الشرطة العراقية أن مسلحين مجهولين اغتالوا الشيخ محمد الكدعاوي أحد القياديين التابعين للزعيم الشيعي مقتدي الصدر في مدينة النجف الشيعية جنوب بغداد‏.‏

كما لقي أربعة أشخاص مصرعهم وأصيب خمسة أخرون بجروح ظهر أمس جراء انفجار عبوة ناسفة بالسوق الكبيرة بمدينة الكوفة بشرق النجف‏.‏

وتمكنت قوات الشرطة العراقية بمحافظة ديالي من قتل وزير مالية مايعرف بدولة العراق الإسلامية خلال عملية عسكرية في شمال بعقوبة بشرق بغداد‏.‏

وأعلن الجيش الأمريكي أن طائرة استطلاع بدون طيار قتلت اثنين من المسلحين خلال قيامهما بزرع العبوات الناسفة علي إحدي الطرق الرئيسية بمنطقة الكبيرة بمحافظة نينوي‏.‏

وأعلن مصدر عسكري في الجيش العراقي أن قوات مشتركة داهمت عدة قري في جنوب بعقوبة بحثا عن قيادات الجماعات الإرهابية أسفرت عن اعتقال‏41‏ مسلحا‏.‏

وفي تطور قد ينقذ وزير الدفاع العراقي الأسبق سلطان هاشم من حكم الإعدام‏,‏ أعلن الرئيس العراقي جلال الطالباني أنه لن يصادق علي حكم الإعدام بحق سلطان هاشم وزير الدفاع العراقي الأسبق لأنه يتحفظ علي إعدام الضباط العراقيين‏.‏

ونفي طالباني ما تردد من أنباء حول تنفيذ أحكام الإعدام أمس في قضية الأنفال‏.‏