اعترافات رئيس لا يشعر بالذنب

اعترافات رئيس لا يشعر بالذنب
بوش‏:‏ أبكي كثيرا ولكن ليس علي صدر أحد
المحاضرات مهنتي القادمة وصدام ضحية الأمم المتحدة‏

خلافا لموقفه الذي ظل متمسكا به طيلة‏7‏ سنوات في الحكم يرفض الحديث عن جوانب شخصية في حياته‏,‏ فتح الرئيس الأمريكي جورج بوش قلبه إلي الكاتب الشهير روبرت داربر وتحدث له عن مشاعره الشخصية وحياته وقراراته ومشاريعه بعد الخروج من البيت الأبيض في يناير‏2009.‏ وعلي مدي‏6‏ جلسات كاملة بدأت في‏12‏ ديسمبر‏2006‏ وانتهت في مايو الماضي واستمرت الجلسة الواحدة أكثر من ساعة اجاب بوش بإسهاب عن كل اسئلة داربر الذي ينوي أن يجمع تلك الحصيلة الوفيرة في كتاب ضخم يصدر في واشنطن خلال أيام ويعتبره المؤلف مجرد مادة خام يوفرها لكل من يريد الحكم علي بوش الي ان يصدر التاريخ حكمه النهائي‏.‏

ولم يبد بوش في الحديث قلقا كبيرا علي مستقبله بعد انتهاء فترة حكمه‏.‏ وقال إن حياته ستستمر بعد التقاعد وانه ينوي أن يلقي محاضرات كما يفعل والده جورج بوش وان كان لا يعرف كم يكسب‏,‏ غير ان معلوماته تقول انه يحصل علي مابين‏50‏ و‏75‏ ألف دولار عن المحاضرة الواحدة‏,‏ كما أن الرئيس السابق بيل كلينتون قد حقق ثروة كبيرة من نفس العمل‏.‏ وقال أيضا إنه إلي جانب ذلك سيقيم معهد الحرية في دالاس‏,‏ حيث يمتلك مكانا جيدا‏.‏ وأن هدفه سيكون تشجيع الديمقراطية في العالم‏.‏

وحول الهموم التي يشعر بها ويتحملها كانسان ورئيس أوضح بوش انه لا يبكي علي صدر احد‏,‏ وإنما يلجأ إلي الله ليبكي‏.‏ وانه يلتمس العون من الرب كما انه يذرف من الدموع أكثر مما يعتقد الناس انه يفعل كرئيس‏.‏ وفي تصريحات صحفية‏,‏ أوضح المؤلف أن بكاء بوش الكثير هو علي ضحايا الحرب في العراق‏,‏ إلا أن المؤلف لم يقل إذا كان الرئيس يبكي علي الجنود الأمريكيين القتلي أم علي القتلي من المدنيين العراقيين الأبرياء‏.‏

ولم يخف بوش شعوره بالإحباط في بعض الأحيان وشعوره أيضا بالوحدة أحيانا مستشهدا بمقولة شهيرة هي إذا كنت تريد صديقا في واشنطن فعليك باقتناء كلب وهو ما يفعله بالفعل‏.‏ وأضاف في كل مرة احاول ان ارسم صورة وردية يتم انتقاد العمل‏,‏ ولا يتم ابرازه في وسائل الإعلام‏.‏

ولم يبد بوش أيضا قلقا يذكر إزاء التدهور الحاد في شعبيته معتبرا أن تلك مسألة تكتيكية وانه يثق في صحة القرارات التي اتخذها‏,‏ ولكن السؤال الأساسي علي حد قوله هو هل العالم أفضل نتيجة قيادته؟‏.‏ لم يجب بوش ولكن المؤلف أضاف أن الرئيس يردد دائما انه يعود إلي التاريخ لتقرير ذلك‏.‏

وحول العراق قال بوش انه ينتظر حلول اكتوبر ونوفمير المقبلين لان هذا هو الموعد الذي يأمل في أن تتضح فيه نتائج كافية لزيادة القوات في العراق‏.‏ وذلك من اجل الوصول الي وضع يشعر فيه المرشحون لانتخابات الرئاسة الأمريكية بالراحة تجاه بقاء دائم أو لمدة أطول في العراق‏.‏

وقال إن الجنرال ديفيد بيترويوس قائد القوات الأمريكية هناك اقدر منه شخصيا علي إقناع الأمريكيين بتحقيق تقدم‏.‏ واعترف بوش بأحد الإخفاقات الأساسية المبكرة في العراق وهو قرار حل الجيش العراقي‏.‏ وقال إن السياسة الموضوعة كانت هي بقاء الجيش ولكنها لم تتحقق‏.‏ وردا علي سؤال للمؤلف حول تصرف الرئيس عندما قرر بول بريمر الحاكم الأمريكي السابق للعراق حل الجيش‏,‏ قال رد بوش انه لا يستطيع التذكر‏,‏ إلا انه متأكد انه قال إن تلك كانت السياسة الموضوعة أي الاحتفاظ بالجيش‏,‏ وانه يمكن الرجوع إلي ستيفن هادلي مستشار الأمن القومي حيث يمتلك مذكرات وأوراقا حول كل ذلك‏.‏ وتحدث بوش عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين‏,‏ وقال انه يعتقد أن صدام لم يأخذ علي محمل الجد تهديداته بالحرب‏.‏ وشن بوش هجوما حادا علي الأمم المتحدة التي رفضت إصدار تفويض بغزو العراق‏.‏ وقال ان المنظمة الدولية شجعت صدام علي هذا الموقف نتيجة فشلها في إصدار قرارات أخري تواصل بها ما بدأت من عمل عندما أصدرت القرار الذي يطالب بنزع اسلحة العراق‏.‏ وأضاف انه كان يتطلع إلي اجراء ثان يتضمن إنذارا محددا بان الفشل في الامتثال سيؤدي إلي الحرب‏.‏